التلقيح لفهم قارئ الصحيح

كتاب أخبار الآحاد

          ░░95▒▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ الصَّدُوقِ)... إلى (كِتَابِ الاعتِصَامِ)
          قوله: (وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً): قال الجوهريُّ في قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}[النور:2]: (قال ابنُ عَبَّاس ☻: الواحد فما فوقه)، انتهى، وقال الهرويُّ: (يجوزُ أن يُقال للواحد: طائفةٌ)، وقال الثعلبيُّ: (اختلفوا في «الطائفة» في قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}؛ فقال النَّخَعيُّ ومجاهد: أقلُّه رجلٌ واحد، وقال عطاء وعكرمة: رجلان، وقال ابنُ زيد: أربعة)، وحكى الواحديُّ هذه الأقوال، وزاد: (عن الزُّهْرِيِّ: أنَّهم ثلاثةٌ فصاعدًا، وعن الحسن: أنَّهم عشرة، وعن قتادة قال: هم نفرٌ من المسلمين، وعن ابن عَبَّاس في رواية: أنَّهم أربعةٌ إلى أربعين)، قال الواحديُّ: (قال الزَّجَّاج: أمَّا مَن قال: واحد؛ فهو على غير ما عند أهل اللُّغة؛ لأنَّ «الطائفة» في معنى «جماعة»، وأقلُّ الجماعة اثنان، وأقلُّ ما يجب في الطائفة عندي اثنان، وحكى عن ربيعة بن أبي عبد الرَّحْمَن: الطائفة هنا خمسةٌ، والله أعلم)، وقد تَقَدَّمَ [خ¦2/22-55].
          قوله: (وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم أُمَرَاءَهُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ): الذي أستحضرُه مِن أُمرائه صلعم: أرسل باذانَ إلى بلاد اليمن وابنَه شهرًا _كذا قال شيخنا العِرَاقيُّ، وشَهْرٌ هذا: هو ابنُ باذان، حمَّره الذَّهَبيُّ في «تجريده»، فالصحيحُ عنده: أنَّه تابعيٌّ، استعمله النَّبيُّ صلعم، قتله الأسود_ والمهاجرَ ابنَ أبي أميَّةَ على كِنْدة والصَّدِف، وزيادَ بن لبيد [على] حضرموت، / وأبا موسى الأشعريَّ ولَّاه زَبيدًا وعَدَن وزَمْع والساحل من أرض اليمن، ومعاذًا الجَنَد، وعتَّابَ بن أَسِيد على مكَّة، وأبا سفيانَ صخرَ ابنَ حرب والدَ معاويةَ نجران، وابنَه يزيدَ تيماء، وخالدَ بن سعيد بن العاصي صنعاء، وعمرًا أخاه على وادي القُرى، وأبانَ بنَ سعيد بن العاصي [على الخطِّ بالبحرين]، وعمرَو بن العاصي عُمَان، وعثمانَ بنَ أبي العاصي على الطائف، ومَحْمِيَةَ الأخماسَ، وولَّى عليَّ بنَ أبي طالب الأخماسَ والقضاءَ باليمن، وعديَّ بنَ حاتم على صدقات طيِّئ وأسَد، وأمَّر الصِّدِّيقَ أبا بكر على الحجِّ سنةَ تسعٍ، وأمَّر عليًّا في النداء: أن لا يحجَّ بعد العام مُشرِكٌ، ولا يطوفَ بالبيت عُريان.
          وأمَّا الذين أمَّرهم في البعوث والسرايا؛ فذكرهم أهلُ المغازي والسِّيَر، وإن شئت أن تَقِفَ عليهم؛ فانظر السِّيَر، ومنها: «سيرة أبي الفتح ابن سيِّد الناس»؛ تَجِدْ ذلك بما فيه من خلافٍ فيها، والله أعلم.
          قوله: (رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ): (رُدَّ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.