الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: رأيت رسول الله يوم فتح مكة على ناقته

          4281-وبالسند قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): بفتح الواو، هو: هشامٌ بن عبد الملكِ الطَّيالسيُّ، وقال في ((الفتح)): كذا في الأصولِ، وزعَمَ خلفٌ: أنَّه وقعَ بدله: سليمانُ بن حربٍ، انتهى.
          قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ): أي: ابن الحجَّاجِ (عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ): بضمِّ القافِ وتشديد الراء (قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ): بالغينِ المعجمةِ والفاء المشدَّدة المفتوحة؛ أي: المُزنيُّ (☺ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلعم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ): الظَّرفُ حال؛ أي: راكباً على ناقتِهِ، وجملة: (وَهْوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ): حاليَّةٌ، زادَ في: فضائِلِ القرآنِ: ((قراءةً ليِّنَةً)) / (يُرَجِّعُ): بضمِّ التحتية أوَّلِهِ وتشديدِ الجيم المكسُورة، والجملةُ حال مترادفَةٌ أو متداخِلةٌ؛ أي: يردِّدُ صوتَهُ بالقراءةَ، ويطوِّل بتشديدِ الواو المكسُورة.
          (وَقَالَ): أي: معاويةُ بن قرَّةَ المذكور آنفاً، وسيأتي الحدِيثُ أيضاً في تفسير سورةِ الفتح (لَوْلاَ أَنْ تجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ): بتشديدِ الجيمِ فيه، وفي قوله: (كَمَا رَجَّعَ): أي: عبدُ الله بن مغفل حاكياً قراءَةَ النَّبيِّ صلعم.
          وفي ((الإكليل)) للحاكِمِ بسندِهِ إلى شعبةَ: لقرأت بذلك اللَّحنِ؛ أي: التَّرجيع الذي قرأَ به النَّبيُّ صلعم، وكيفيَّةُ التَّرجِيعِ كما قال معاوية المذكُور: أأأ بهمزةٍ ثلاث مرَّات.
          وحديثُ الباب أخرجَهُ المصنِّفُ في التفسير، وفي فضائِلِ القرآن والتوحيد، ومسلمٌ في الصلاة، والنَّسائيُّ في فضائلِ القرآن.