الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن

          ░74▒ (بَابُ قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ): سقطَ لفظ: <باب> وحده لأبي ذَرٍّ، وعطف: ((أهل)) على ((الأشعريين)) من عطف العامِّ على الخاصِّ؛ لأنَّ الأشعريين قبيلةٌ من أهلِ اليمنِ، وهو جمعُ الأشعريِّ، نسبةً إلى الأشعرِ، وهو: نبتُ بن أدد بن زيد بن يشجُبَ، وإنَّما قيلَ له: الأشعَر؛ لأنَّ أمَّهُ ولدتْهُ، والشَّعرُ على كلِّ شيءٍ منه.
          قال الكرمانيُّ: وفي بعضِ الرِّواياتِ: الأشعرِينَ، بحذفِ إحدى الياءين وتخفيفِ الباقي.
          وقال في ((الفتح)) بعدَ أن ذكرَ أنَّه من عطفِ العامِّ على الخاصِّ: ظهَرَ لِي خصُوصٌ آخرُ، وهو أنَّ المرادَ بـ((أهلِ اليمن)) وفد حِمير بخصُوصِهِم، فإنَّ نافعَ بن زيدٍ الحميريِّ قدمَ في نفرٍ من حميرَ سنة تسْعٍ، وأمَّا الأشعريُّونَ فقدمُوا سنة سبْعٍ عندَ فتح خيبَرَ مع أبي موسَى، وليس المرادُ اجتماعُهُما في سنةِ الوفادَةِ، انتهى.
          (وَقَالَ أَبُو مُوسَى): هو: عبدُ الله بن قيسٍ الأشعريُّ مما وصلَهُ المصنِّف في الشركة (عَنِ النَّبِيِّ صلعم: هُمْ): أي: الأشعريُّونَ (مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ): ولفظ الحديثِ هناكَ: ((إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرمَلُوا أو قلَّ طعامُ عيالِهِم بالمدينةِ جمَعُوا ما كان عندَهُم في ثوبٍ واحِدٍ، ثمَّ اقتسمُوا بينهم في إناءٍ واحدٍ بالسَّويَّةِ فهم منِّي وأنا منهُم)) انتهى، و((من)): اتِّصاليَّةٌ أو تبعيضيَّةٌ.
          والمرادُ كما مرَّ المبالغَةُ في اتِّحاد طريقِهِم معه ◙، والاتِّفاقُ على طاعةِ الله تعالى.