الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

          ░45▒ (بَابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلعم) سقطَ لفظ: <باب> وحدَهُ لأبي ذَرٍّ (أُسَامَةَ) مفعولُ: ((بعْثِ)) المصدر المضافُ إلى فاعله على حدِّ قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} [البقرة:251]، وأسامة هو الحِبُّ (ابْنَ زَيْدٍ) أي: ابن حارثةَ بن شُراحيل ☻ (إِلَى الحُرُقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ) حالٌ من: ((الحُرُقات)) وهي بضمِّ الجيم مصغَّراً في الأصلِ، جدٌّ ثمَّ صار اسماً لقبيلةٍ ((والحرقات)): بضمِّ الحاءِ المهملةِ وفتحِ الراء فقافٌ فألف فتاء، جمع: حُرْقة _بضمِّ فسكون_ قبيلةٌ، ويجوزُ في جمعها ما جاءَ في: الغرفات، جمع: غُرفة.
          وقال في ((القاموس)): الحُرْقةُ، بالضم والسُّكونِ: من الإحراقِ كالحريقِ، حيٌّ من قُضاعةَ، وكهُمَزَةٍ: بنتُ النُّعمان بن المنذرِ، انتهى.
          لكن قال الزَّركشيُّ: الحُرَقة بضم الحاء وفتح الراء، اسم قبيلةٍ من جُهينة، وحرقةُ في الأصلِ رجلٌ اسمه: جهيشُ بن عامرِ بن ثعلبةَ بن مودعة بن جهينةَ، وقيل له: حرقةُ؛ لأنَّهُ حرقَ قوماً بالقتلِ، فبالغ في ذلك، وجُمع باعتبارِ بُطُونِ تلك القبيلةِ.