الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي

          ░75▒ (بَابُ قِصَّةِ دَوْسٍ): سقطَ لفظُ: <باب> وحدهُ من أكثرِ الأصُولِ، و((دوس)) بفتحِ الدَّال المهملةِ وسكونِ الواو، وبالسِّين المهملة؛ أي: ابن عدنانَ بن عبد الله، وتقدَّمَ تمامُ نسبِهِم في غزوةِ ذي الخَلَصة، وهو أبو قبيلةٍ من اليمنِ (وَالطُّفَيْلِ): من عطف الخاصِّ على العامِّ، و((الطفيل)) بالطاء المهملةِ وفاء وياء تصغيرٍ، فلام مصغَّر: الطفل (ابْنِ عَمْرٍو): بفتحِ العين؛ أي: ابن طَريف، بطاء مهملة أوله وفاء آخره (الدَّوْسِيِّ): نسبةً لدوسٍ المذكورِ.
          قال الكرمانيُّ: ((الطفيل)) مصغَّر: الطِّفل، أسلَمَ بمكَّةَ، ورجعَ إلى بلدهِ ثمَّ هاجرَ إلى المدينةِ مع قومِهِ عام خيبَرَ، ولم يزَلْ بها حتى قُبِضَ النَّبيُّ صلعم، وقُتِلَ باليمامةِ شهيداً.
          وقال في ((الفتح)): كان يقالُ له: ذو النُّور براءٍ آخره؛ لأنَّهُ لمَّا رأى النَّبيَّ صلعم وأسلم بعثَهُ إلى قومِهِ، فقال: اجعَلْ لي آيةً، فقال النَّبيُّ ◙: ((اللَّهُمَّ نوِّرْ له)) فسطَعَ نورٌ بين عينيه، فقال: يا ربِّ أخافُ أن يقولوا: إنه مثلَةٌ، فتحوَّلَ إلى طرفِ سوطِهِ، وكان يضيءُ في اللَّيلةِ المظلمةِ، ذكره هشامُ بن الكلبي في قصَّةٍ طويلةٍ.
          وفيه أنَّه دعا قومَهُ إلى الإسلامِ، فأسلم أبوهُ ولم تسلمْ أمُّهُ، وأجابَهُ أبو هريرةَ وحدَهُ، قال: وهذا يدلُّ على تقدُّمِ إسلامِهِ، وقد جزمَ ابنُ أبي حاتمٍ بأنَّه قَدِمَ مع أبي هريرةَ بخيبَرَ وكأنَّها قدمته الثَّانية.