الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب غزوة أنمار

          ░33▒ (بَابُ غَزْوَةِ أَنْمَارٍ) بإثباتِ: ((باب)) في أكثرِ الأصُولِ، وسقطَ من بعضها، وعزَا القسطلَّانيُّ السُّقوطَ لأبي ذرٍّ وابن عسَاكرَ، فـ((غزوة)) مرفُوعٌ، و((أنمار)) بفتح الهمزةِ وسكونِ النون فميمٌ فألف فراء، جمع: نمرٍ، اسم قبيلةٍ، ويقالُ لها أيضاً: غزوةُ بني أنمارَ.
          قال في ((العمدة)): أي: هذا بابٌ في ذكرِ غزوةِ أنمار، إذ ليس فيه ذكرُ قصَّةِ أنمارَ، وكان محلُّهُ قبل غزوةِ بني المصطلقِ، انتهى.
          وعبارةُ ((الفتح)): وكان محلُّ هذا قبلَ غزوةِ بني المصطلق؛ لأنَّهُ عقَّبَهُ بحديثِ الإفكِ، والإفكُ كان في غزوةِ بني المصطلقِ، فلا معنى لإدخالِ غزوةِ أنمارٍ، بل غزوةُ أنمار يشبُهُ أن تكون هي غزوةُ محارب وبني ثعلبةَ لِمَا تقدَّم من قولِ أبي عبيدةَ: إنَّ الماءَ لبني أشجعَ، وأنمارَ وغيرهما من قيسٍ.
          قال: والذي يظهرُ أنَّ التَّقديم والتَّأخيرَ في ذلك من النُّسَّاخِ، قال: ولم يذكُر أهلُ المغازي غزوةَ أنمارَ، وذكر مغلطاي أنَّها غزوةُ أَمِر بفتح الهمزة وكسر الميم، فقد ذكرَ ابنُ إسحاقَ أنَّها كانت في صَفر، وقال ابن سعدٍ: قَدِمَ خادمٌ بجَلْبٍ فأَخبر أنَّ أنمارَ وثعلبةَ جمعُوا لهم فخرجَ لعشرٍ خلونَ من المحرم، فأتى محلَّهُم بذات الرِّقاعِ، وقيل: إنَّ غزوةَ أنمارٍ وقعتْ في أثناء غزوةِ بني المصطلقِ، انتهى فتأمَّله.