نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: حوضه ما بين صنعاء والمدينة

          6591- 6592- (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) المديني، قال: (حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ) بفتح الحاء المهملة والراء وكسر الميم، و«عُمَارة» _بضم العين المهملة وتخفيف الميم وبعد الألف راء_ أبو رَوْح البصري، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) أي: ابن الحجَّاج (عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ) بفتح الميم والموحدة بينهما عين مهملة ساكنة، الجَدْلي _بفتح الجيم والدال المهملة_ الكوفي من ثقاتِ الكوفيين، ولهم معبد بن خالد اثنان غيره أحدهما أكبر منه، وهو صحابيٌّ جهنيٌّ، والآخر أصغرُ منه، وهو أنصاريٌّ مجهولٌ، أنَّه (سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ) بالحاء المهملة والمثلثة، الخزاعي الصَّحابي نزل الكوفة له أحاديث، وكان أخا عبيد الله / _بالتَّصغير_ ابن عمر بن الخطَّاب لأمِّه ♥ (يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ: كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ) طيبة (وَصَنْعَاءَ) سبق تقييدُه بـ«صنعاء اليمن» [خ¦6580]، فيحملُ المطلق على المقيَّد؛ أي: قدر حوضي، كما بين المدينة وصنعاء اليمن، وقد وقع في رواية مسلم: ((حوضي)).
          -(وَزَادَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ) هو: محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وأبو عدي جدُّه ولا يُعرف اسمه، وابن أبي عدي ثقةٌ كثير الحديث، وقد وصله مسلمٌ والإسماعيلي من طريقه (عَنْ شُعْبَةَ) أي: ابن الحجَّاج (عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ) أي: ابن وهب ☺، أنَّه (سَمِعَ النَّبِيَّ صلعم ، قَالَ: حَوْضُهُ) كذا لهم، وفيه التفاتٌ، وقد وقع في مسلم: ((حوضي)) (مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ) بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة الفوقية بعدها واو ساكنة ثم راء مكسورة ثم مهملة، على وزن مُسْتَفعل، هو: ابنُ شداد بن عَمرو القرشي الفهري الصَّحابي ابن الصَّحابي، شهد فتح مصر، وسكن الكوفة، مات سنة خمس وأربعين، وليس له في البخاريِّ إلَّا هذا الموضع، وحديثه مرفوعٌ وإن لم يصرِّح به.
          (أَلَمْ تَسْمَعْهُ) أي: ألم تسمعْ رسول الله صلعم (قَالَ: الأَوَانِي) قال الكرمانيُّ: الأواني تكون فيه كذا وكذا؟ (قالَ) حارثة: (لاَ، قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: تُرَى) بضم الفوقية وفتح الراء (فِيهِ الآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ) كثرةً وضياء؛ يعني: أنا سمعتُه قال كذلك، وعند أحمد من رواية الحسن عن أنسٍ ☺: ((أكثر من عدد نجوم السَّماء))، وفي رواية مسلم عن ابن عمر ☻ : ((فيه أباريق كنجوم السَّماء)).