نجاح القاري لصحيح البخاري

باب العمل الذي يبتغي به وجه الله

          ░6▒ (بابُ الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى) على البناء للمفعول؛ أي: يطلب (بِهِ وَجْهُ اللَّهِ) أي: ذات الله ورضاه لا الرِّياء والسُّمعة، وأسقط ابن بطَّالٍ هذه التَّرجمة فأضاف حديثها للذي قبله، ثمَّ أخذ في بيان المناسبة لترجمة «من بلغ ستِّين سنةً» فقال: خشي المصنِّف أن يظنَّ أنَّ مَن بلغ ستِّين وهو مواظبٌ على المعصية أن ينفذَ عليه الوعيد، فأوردَ هذا الحديث المشتمل على أنَّ كلمةَ الإخلاص تنفعُ قائلها إشارةً إلى أنَّها لا تخصُّ أهل عمْرٍ دون عمرٍ ولا أهل عملٍ دون عملٍ، قال: ويُستفاد منه أنَّ التَّوبة مقبولةٌ ما لم يصل إلى الحدِّ الَّذي ثبت النَّقل فيه أنَّها لا تقبل معه، وهو الوصولُ إلى الغرغرة.
          وتبعه ابنُ المُنيِّر فقال: يستفادُ منه أنَّ الإعذار لا يقطع التَّوبة بعد ذلك، وإنَّما هو لقطع الحجَّة الَّتي جعلها الله للعبدِ بفضله، ومع ذلك فالرَّجاء باقٍ بدليل حديث عتبان [خ¦6423] وما ذكر معه.
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: وعلى ما وقعَ في الأصولِ فهذه مناسبة تعقيب الباب الماضي بهذا الباب.
          (فَيهِ سَعْدٌ) بسكون العين؛ أي: في هذا الباب حديث سعدٍ؛ أي: ابن أبي وقَّاصٍ ☺، وهذا سقط في رواية النَّسفي والإسماعيلي وغيرهما، وحديثه المشار إليه ما تقدَّم في «المغازي» [خ¦4409]، وغيرها من رواية عامر بن سعدٍ، عن أبيه في قصَّة الوصيَّة، وفيه: ((الثُّلث والثُّلث كثيرٌ))، وفيه قوله: ((فقلت: يا رسول الله، أخلَّف بعد أصحابي؟ قال: إنَّك لن تخلَّف فتعملَ عملاً تبتغِي به وجهَ الله إلَّا ازددتَ به درجةً ورِفعةً)).
          وقد مضى الحديث مطوَّلاً في «الجنائزِ» في باب «رثى النَّبيِّ صلعم سعدَ بن خَوْلة» [خ¦1295].