نجاح القاري لصحيح البخاري

باب التواضع

          ░38▒ (بابُ) فضل (التَّوَاضُعِ) بضم الضاد المعجمة، مشتقٌّ من الضِّعة _بكسر أوله_، وهي: التَّذلل والهوان، والمراد به: إظهار التنزُّل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله من أرباب الفضائل، وقال الجُنيد: هو خفضُ الجناح ولين الجانب. وفي «رقائق ابن المبارك» عن معاذِ بن جبل ☺ أنَّه قال: ((لن يبلغ ذروة الإيمان حتَّى تكون الضِّعة أحبَّ إليك من الشَّرف، وما قَلَّ أحبُّ إليك ممَّا كثر)). وفي حديث أبي سعيد ☺ رفعه: ((من تواضع للهِ رفعهُ الله حتَّى يجعله في أعلى علِّيين)). رواه ابن ماجه وصحَّحه ابن حبَّان. وفي حديث أبي هريرة ☺ عند مسلمٍ والتِّرمذي مرفوعاً: ((وما تواضع أحدٌ للهِ إلَّا رفعهُ)). وفي حديث عياض بن حمار رفعه: ((إنَّ الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتَّى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ)). أخرجه مسلم وأبو داود.