نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ذهاب الصالحين

          ░9▒ (بابُ: ذَهَابِ الصَّالِحِينَ) أي: بالموت، وهو من أشراط السَّاعة وقرب فناء الدُّنيا، وفي الحديث: ((إذا اقتربت السَّاعة انتقى الموت خيارَ أمَّتي)). (وَيُقَالُ: الذِّهَابُ) بكسر المعجمة: (المَطَرُ) ثبت هذا في رواية السَّرخسي وحدَه.
          قال الحافظ العسقلانيُّ: ومراده أنَّ لفظ «الذَّهاب» مشتركٌ بين المضيِّ والمطر، وتعقَّبه العينيُّ بأنَّه ليس كذلك؛ لأنَّ الذَّهاب بمعنى: المضي _بفتح الذال_، وبمعنى: المطر، بكسرها.
          وفي «المُحكَم»: الذِّهْبة _بكسر أوله وسكون ثانيه_: المطرة الضَّعيفة، وقيل: الجود، والجمع: الذِّهاب _بالكسر_، قال ذو الرِّمَّة يصف روضة:
حَوَّاءُ قَرْحاءُ أشْراطِيَّةٌ وَكَفَتْ                     فِيهَا الذِّهَابُ وَحَفَّتْهَا الْبَرَاعِيمُ
          والبراعيم: رمالٌ فيها دارات تنبت البقل.