إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم

          3600- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكين قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ المَاجِشُونِ) بكسر الجيم وبالشين المعجمة المضمومة آخره نون، وأبو عبدِ العزيز عبدُ الله، واسمُ أبي سلمةَ دِينار، وصوَّب الكِرمانيُّ إسقاط لفظ: «ابن» بعد «أبي سلمة» وكذا هو في «التقريب»: «ابن أبي سلمة الماجِشون»، والنون في الفرع وأصله مكسورةٌ فقط صفةً لـ «أبي سلمة» وقد تُضم صفةً لـ «عبد العزيز» المدنيُّ نزيلُ بغداد، وسُمِّي بالماجشون لحُمرة وجنتيه (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ) هو عبدُ الرحمن بنُ عبدِ الله بنِ أبي صعصعةَ (عَنْ أَبِيهِ) أي: عبد الله، لا عن‼ أبي صعصعة (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ لِي) أي: قال أبو سعيدٍ لعبد الله بن أبي صعصعة: (إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ، وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا وَأَصْلِحْ رُعَامَهَا) بضمِّ الراء وتخفيف العين المهملتين، أي: ما يسيلُ مِن أُنوفها، وفي نسخة: ”رغامها“ بالغين المعجمة، وهو التراب، فكأنَّه قال في الأوَّل: داوِ مرضها، وفي الثاني أصلح مرابضها (فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِهَا) بإسكان المثنَّاة الفوقيَّة وفتح الموحَّدة، بالغنم (شَعَفَ الجِبَالِ) بشين معجمة وعين مهملة وفاء مفتوحاتٍ منصوبٌ على المفعوليَّة، أي: رؤوس الجبال (أَوْ) قال: (سَعَفَ الجِبَالِ) بالسين المهملة، جرائد النخل، ولا معنى له هنا، والشكُّ من الراوي، وسقط قوله: «أو سعف الجبال» الأخير من رواية أبي ذرٍّ في الفرع، وفي «اليونينية» علامة السقوط على «الجبال» فقط، وفي نسخة: ”أو شَعْف“ بالمعجمة وإسكان العين المهملة (فِي مَوَاقِعِ(1) القَطْرِ) أي: في(2) مواضع نزول المطر، وهي بُطون الأودية والصحارى، وقال في «شرح المشكاة»: والقَطْر عبارةٌ عنِ العُشب والكلأ، أي: يتبع بها مواقعَ العُشب والكلأ في شعاف الجبال، وفي نسخة: ”ومواقع القطر“ حالَ كونِه (يَفِرُّ بِدِينِهِ) بالفاء المكسورة، أي: يهرُب مع دينه أو بسببه (مِنَ الفِتَنِ) طلبًا لسلامته.


[1] في (ص) و(م): «مواضع».
[2] «في»: مثبت من (ب) و(س).