إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث زينب: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب

          3598- 3599- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بنُ نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزةَ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمٍ أنهَّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) ولأبي ذرٍّ: ”أخبرني“ بالإفراد فيهما (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ) بنِ العوَّام (أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ) ولأبي ذرٍّ: ”بنت“ (أَبِي سَلَمَةَ) ربيبتَه صلعم (حَدَّثَتْهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ) رَمْلَة (بِنْتَ‼ أَبِي سُفْيَانَ) أمَّ المؤمنين ♦ (حَدَّثَتْهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ) أمِّ المؤمنين ╢ : (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم دَخَلَ عَلَيْهَا) أي: على زينبَ بنتِ جَحْشٍ حالَ كونِه (فَزِعًا) بكسر الزاي، أي: خائفًا ممَّا أُخبر به أنَّه يُصيب أُمَّتَه (يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيْلٌ) كلمةٌ تُقال لمن وقع في هلَكة (لِلْعَرَبِ) لأنَّهم كانوا أكثر المسلمين(1) (مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ) قيل: خَصَّ العرب إشارةً إلى قتل عثمان، أو ما يقع من التُّرك أو يأجوج ومأجوج (فُتِحَ اليَوْمَ) بالنصب (مِنْ رَِدْمِ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ) بكسر راء «رِدْم» في «اليونينية» والفرع، وبفتحها في «الناصرية» وغيرها، و«ياجوج وماجوج» مِن غير همز فيهما(2)، أي: مِن سَدِّهما (مِثْلُ هَذَا) بالتذكير (وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ) أي: بالإبهام (وَبِالَّتِي تَلِيهَا) وسقطت الباء مِن «بالتي» بالفرع، وثبتت في أصله(3) (فَقَالَتْ زَيْنَبُ) بنتُ جَحْشٍ: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ) بكسر اللام (وَفِينَا الصَّالِحُونَ) وهم لا يستحقُّون ذلك؟ (قَالَ) ╕ : (نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ) أي: المعاصي، وقيل: إذا عزَّ الأشرارُ وذَلَّ الصالحون.
          وسبق هذا الحديث في «باب(4): قصة ياجوج وماجوج» من «أحاديث الأنبياء» [خ¦3346].
          (وَعَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمِ ابنِ شهابٍ بإسناده السابق، أنَّه قال: (حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الحَارِثِ) الفراسيَّة (أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ) هندَ أمَّ المؤمنين ♦ (قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلعم ) مِن نومِه (فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ) نُصِبَ(5) على المصدر، وفي نسخة: ”لا إله إلَّا الله“ بدل قوله: «سبحان الله» (مَاذَا أُنْزِلَ) الليلةَ، و«ما» استفهاميَّةٌ متضمِّنةٌ لمعنى التعجُّب والتعظيم(6) (مِنَ الخَزَائِنِ؟) أي: الكنوز (وَمَاذَا أُنْزِلَ) زاد في «باب تحريض النبيِّ صلعم على قيام الليل» [خ¦1126]: «الليلة»، فـ «الليلة» ظرفُ الإنزالِ(7) (مِنَ الفِتَنِ؟!) مِنَ القتال الكائن بين المسلمين، هكذا / أورده هنا مختصرًا، وتمامُه في «الفتن» بهذا الإسناد [خ¦7069] ولفظه: «من يوقظ صواحب الحجرات _يريد أزواجه_ لكي يُصلِّين، رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا، عارية في الآخرة».


[1] قوله: «لأنهم كانو أكثر المسلمين»: سقط من (د).
[2] في (م): «فيها».
[3] في غير (د): «بأصله».
[4] «باب»: ليس في (ب) و(د).
[5] في غير (د): «نصبه».
[6] زيد في (د): «والليلة ظرفٌ للإنزال»، وليس موضعها هنا، وستأتي.
[7] «فـ «الليلة» ظرفُ الإنزال»: سقط من (د) هنا، وتقدم آنفًا.