التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ما أنتم بأسمع لما قلت منهم

          4026- قوله: (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ(1)): تَقَدَّم الكلام في رواية موسى بن عقبة عن الزهريِّ قريبًا [خ¦4018]، وفي (الجهاد) [خ¦3048]، وفي (العتق)، وذكرته في (العتق) مطوَّلًا؛ فانظره [خ¦2537]، وهذا هو هنا مرسلٌ.
          قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه الزُّهريُّ محمَّد بن مسلم.
          قوله: (وَهوَ يُلْقِيهِمْ): كذا قال: (يلقيهم)، وفي الأحاديث الأُخَر أنَّه قال ذلك بعد ما استقرُّوا في البئر، وهذا هو المعروف، وما ذكره هنا عن ابن شهاب مرسلٌ، فإن صحَّ؛ فلعلَّه قال ذلك مرَّتين: حين الإلقاء، وبعدما استقرُّوا، والله أعلم، و(يلقيهم)؛ من الإلقاء، ورأيت في نسخةٍ غير صحيحة: (يلقِّبهم)؛ من اللقب، ورأيت في بعض أصولنا الدِّمَشْقيَّة: (يلعنهم)؛ من اللَّعن، وفي هامشها: نسخةٌ؛ وهي: (يلقِّنهم)؛ من التلقين، والله أعلم.
          قوله: (قَالَ مُوسَى: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ...) إلى آخره: هذا ليس تعليقًا، وإنَّما رواه البُخاريُّ، / عن إبراهيم بن المنذر، عن محمَّد بن فُليح بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن عبد الله؛ هو ابن عُمر، والله أعلم، فإيَّاكَ أن تجعله تعليقًا.
          قوله: ([قَالَ] البُخَارِيُّ(2): فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ أَحَدٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ الزُّبَيْرُ) يعني: ابن العوَّام (قُسِمَتْ سُهْمَانُهُمْ، فَكَانُوا مِئَةً): و(قُسِمت): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، و(سُهْمَانُهُم): مرفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل، ثُمَّ ذكر البُخاريُّ بسنده إلى الزُّبَير: أنَّهم كانوا مئة، قال شيخنا: (قال الداوديُّ: «الله أعلم هل هو من كلام الزُّبَير دخله بعض الشَّكِّ لطول الزمان، أو من قول الراوي عنه؟ وإنَّما كانوا أربعة وثمانين، وكانت بينهم ثلاثة أفراس، فأسهم لها بسهمين سهمين، وضرب ◙ لرجالٍ كان بعثهم في بعض أمره بسهامهم مع أهل بدرٍ، وبشَّرهم بمِثل أجورهم، وكانوا في أعدادِهم، ولعلَّ قول الزُّبَير يصحُّ على أنَّ من غاب عن شهود بدر وضرب له بسهمه _مثل عثمان بن عَفَّان_ هم تمام المئة ممَّن شهدها»)، انتهى.
          وقد قدَّمت أنَّ الخيل كانت خمسة، وقال بعضهم: فرسين، وأنَّ في «مسند أحمد»: فرسًا واحدًا، وقول: إنَّه كان معهم ثلاثة أفراس، وتَقَدَّم أنَّ أبا الفتح اليعمريَّ ذكر عدَّةَ أهل بدر من المسلمين، وقد ذكرتُ أنا الاختلاف في عدَّتهم [خ¦3951]، قال أبو الفتح ابن سيِّد الناس: (ومن المهاجرين أربعة وتسعون)؛ يعني: مَن قيل عنه: إنَّه شهدها، وإن لم يصحَّ ذلك عنه، وكأنَّ البُخاريَّ أراد مَن صحَّ عنده حضورُها، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (ابن شهاب).
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (قال أبو عبد الله)، وكذا في هامش (ق) من نسخة، وعليها فيهما: (لا... إلى) وعلامة أبي ذرٍّ.