التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ألا يا حمز للشرف النواء

          4003- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد أبو عبد الرحمن، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦6]، و(عَبْدُ الله) بعده: هو ابن المبارك أحد الأعلام، و(يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ.
          قوله: (وَ(1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ): تَقَدَّم أنَّ هذا هو أبو جعفر بن الطبريِّ الحافظ المصريُّ، روى عنه البُخاريُّ وأبو داود، وقد قدَّمتُه مترجمًا [خ¦1930]، له ترجمةٌ في «الميزان»، وهو ثبتٌ في الحديثِ، و(عَنْبَسَةُ) هذا: هو ابن خالد الأيليُّ، روى عن عمِّه يونس، وابن جُرَيج، وعنه: أحمد ابن صالح وجماعة، روى له البُخاريُّ مقرونًا بغيره، وهذا المكان هو مقرونٌ بعبد الله بن المبارك، له ترجمة في «الميزان»، تَقَدَّم [خ¦3889]، و(يُونُسُ): تَقَدَّم أعلاه، و(الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّم أعلاه، وكذا تَقَدَّم (عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ): أنَّه زين العابدين.
          قوله: (كَانَتْ لِي شَارِفٌ): تَقَدَّم أنَّ (الشارِف)؛ بالشِّين المعجمة، وبعدَ الألف راءٌ مكسورةٌ، ثُمَّ فاءٌ، قال ابن قُرقُول: (المُسِنُّ مِن النُّوق، وفُسِّر في «مسلمٍ» بأنَّه المُسِنُّ الكبير، والمعروفُ في ذلك أنَّه من النُّوق خاصَّة لا مِن الذُّكور، وحَكى الحربيُّ عن الأصمعيِّ أنَّه يُقَالُ: «شَارفٌ» للذَّكرِ والأنثى، ويُجْمَعُ على: شُرُفٍ)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦2089].
          قوله: (مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ): يعني: أعطاه مِن الخُمس يومَ بدرٍ شارفًا أخرى، وهذا معروفٌ، وكذا جاء في بعض طُرقه [خ¦2357]، وقد تَقَدَّم الكلام على هذه الرِّواية ومتى فُرِض الخُمُس في (كِتَابِ البُيُوعِ)؛ فانظره، فإنَّه مكانٌ مُشكِلٌ [خ¦2089]. /
          قوله: (وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا): هذا الرجل الصَّوَّاغُ لا أعرف اسمه، و(الصَّوَّاغ)؛ بفتح الصاد المهملة، وتشديد الواو، وفي آخره غين معجمة: الصَّائغ، تَقَدَّم [خ¦2088]، و(قَيْـنُـَـِقَاعَ): تَقَدَّم أنَّه مثلَّث النون [خ¦2048]، و(فِي بَنِي قَيْنُقَاعَ): (في) هنا بمعنى: (مِن) كما جاء في بقيَّة الطُّرق [خ¦2089] [خ¦2375] [خ¦3091]، أو أنَّ نسبه فيهم، وكذا تَقَدَّم الكلام على (الإذْخِر) ضبطًا وما هو [خ¦112]، وكذا (الصَّوَّاغِينَ) [خ¦2088]، والرجلُ الأنصاريُّ لا أعرف اسمه.
          قوله: (قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا): كذا هنا (أُجِبَّت): بضمِّ الهمزة، وكسر الجيم، وتشديد الموحَّدة المفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وفي هامش أصلنا صوابه: (جُبَّت)، وسيأتي في هذا الحديث: (فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا)، انتهى، قال ابن قُرقُول: («فاجتَبَّ(2) أسنمتهما»، و«جبَّ»، و«قد جُبَّت»، و«اجتُبَّت»؛ كلُّ ذلك بمعنى القطع والاستئصال، وللمروزيِّ: «فأُجِبَّتْ»، وهو لحن، وله في موضع آخر: «فأجَبَّ»، وصوابُه: «فجبَّ، واجتبَّ»)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦3091].
          قوله: (وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا): (بُقِرت): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، وهو بضمِّ الموحَّدة، وكسر القاف، ومعناه: شُقَّت.
          قوله: (عَيْنَيَّ): هو بتشديد الياء على التَّثنية.
          قوله: (فِي شَرْبٍ): هو بفتح الشين المعجمة، وإسكان الراء، وبالموحَّدة؛ وهو الجماعة الجالسون على الشراب، وقد تَقَدَّم [خ¦3091]، وكذا تَقَدَّم (القَيْنَة)، وأنَّها بفتح القاف، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ نون مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وما هي وجمعها [خ¦2357]، ولا أعرف اسمها.
          قوله: (يَا حَمْزَُ): تَقَدَّم أنَّه يجوز في زاي (حمز) الضمُّ والفتح [خ¦2357]، وهذا ظاهرٌ، وكذا تَقَدَّم (لِلشُّرُفِ)، وأنَّه جمع: شارف، وتَقَدَّم قريبًا ما الشارف، وكذا بعيدًا [خ¦2357]، ولم يأتِ (فُعُل) جمع (فاعل) إلَّا قليلًا، وكذا تَقَدَّم (النِّوَاءِ)، وأنَّه بكسر النون، وتخفيف الواو، ممدود؛ أي: السِّمان [خ¦2357]، قال ابن قُرقُول: («النِّواء»: السِّمان، و«النِّـَيُّ»؛ بكسر النون وفتحها، وتشديد الياء: الشَّحم، ويقال: بالفتح الفعل، وبالكسر الاسم، ويقال: نَوتِ النَّاقة؛ إذا سَمِنَت، فهي نَاوية، والجمع: نِواء، ووقع عند الأصيليِّ في موضع وعند القابسيِّ أيضًا: «النِّوَى»؛ بكسر النون، والقصر، وحكى الخطَّابيُّ: أنَّ عوامَّ الرُّواة يقولون: بفتح النَّون والقصر، وفسَّره محمَّد بن جريرٍ الطبريُّ فقال: «النوَى: جمع نواة»؛ يُريد: الحَاجة، قال الخطابيُّ: «هذا وهمٌ وتصحيفٌ»، ثُمَّ فسَّر «النوى» بما تَقَدَّم، وفسَّره الداوديُّ بالحِباءِ والكرامة، وهذا أبعدُ)، انتهى.
          تنبيهٌ: لم يزد في «الصحيح» على هذا البيت، ووقع في غير «الصحيح» تمامُ ذلك: [من الوافر]
.................                     وهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِنَاءِ
ضَعِ السِّكينَ في اللَّبَّاتِ مِنْهَا                     وَضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بالدِّمَاءِ
وعَجِّلْ مِن أَطَايِبِها لِشَرْبٍ                     قَدِيدًا مِنْ طَبِيخٍ أَو شِواءِ
          وقد قدَّمتُ ذلك [خ¦2357]، والله أعلم، وقد قال بعض حُفَّاظ هذا العصر: (ذكر المرزبانيُّ(3) في «معجم الشعراء»: أنَّ الشِّعر المذكور لعبد الله بن السائب المخزوميِّ).
          قوله: (فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا): تَقَدَّم الكلام عليه أعلاه، وقبله أيضًا.
          قوله: (عَدَا حَمْزَةُ): هو بالعين المهملة، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَأَجَبَّ): تَقَدَّم، وكذا (بَقَرَ)، وكذا (الشَّرْب)، وكذا تَقَدَّم الكلام على (طَفَـِق) وأنَّه بكسر الفاء، وفتحها، وأنَّ معناه: جعل [خ¦198]، وكذا (ثَمِلٌ): بفتح الثاء المُثلَّثة، وكسر الميم؛ أي: سكران، وكذا الثانية [خ¦3091].
          قوله: (ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ): هو بتشديد العين، وكذا الثانية.
          قوله: (فَنَكَصَ)؛ أي: رجع إلى ورائه.
          قوله: (الْقَهْقَرَى): قال ابن قُرقُول: (مقصورٌ، وهو الرجوع إلى خلف، وفي «العين»: الرجوع على الدُّبر، وحكى أبو عُبيد عن أبي عمرو بن العلاء: القهقرى: الإحضار، كذا رواه ابن دريد في «المصنَّف»، وفي رواية غير ابن دريد: «القهمزى(4)»، قال أبو عليٍّ: «وهو الصوابُ»)، انتهى.
          فائدةٌ: جاء في كتاب عمر بن شبَّة من رواية أبي بكر بن عيَّاش: أنَّه ◙ غرَّم حمزةَ الناقتين، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، واستدركها في (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: (حدثنا).
[2] في (أ) مضبوطًا: (فأُجبَّت)، والمثبت من مصدره.
[3] في (أ) (الرويانيُّ) وهو تحريف، والمثبت من مصدره.
[4] في (أ): (القهقرى)، والمثبت من «مشارق الأنوار» ░2/443▒، وانظر «المخصص في اللغة» ░10/186▒، «لسان العرب» مادَّة (قهمز).