التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: نفقة الرجل على أهله صدقة

          4006- قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ هذا هو مسلم بن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ الحافظ، وتَقَدَّم الكلام على نسبته هذه، وأنَّها إلى جدِّه فُرهود، والنسبة إليه فُرهوديٌّ وفَراهيديٌّ [خ¦264]، و(عَدِيٌّ) الراوي شيخ (شُعْبَة): هو عَديُّ بن ثابت الأنصاريُّ، و(أَبُو مَسْعُودٍ البَدْرِيُّ)، وكذا قوله بُعيده: (فَدَخَلَ عَلَيهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، جَدُّ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، شَهِدَ بَدْرًا)؛ فاعلم: أنَّ البُخاريَّ ذكر أبا مسعودٍ هذا فيمن شهد بدرًا، وقد قال أكثَرُ أهل العلم: (إنَّه لم يشهدها)؛ منهم: ابن شهابٍ الزُّهريُّ، وابن إسحاق، والواقديُّ، وابن معين، وإبراهيم الحربيُّ، وبه جزم السمعانيُّ، وقال محمَّد بن سعد: (شهدَ أُحُدًا وما بعدها، ولم يشهد بدرًا، وليس بين أصحابنا في ذلك اختلافٌ)، وقال ابن عبد البَرِّ: (لا يصحُّ شهوده بدرًا)، وقال إبراهيم الحربيُّ: (إنَّه إنَّما نُسِبَ لذلك؛ لأنَّه كان ساكنًا ببدر، وقد شهد العقبة مع السبعين، وكان أصغرَ من شهدها)، انتهى، وقد انتُقِدَ على البُخاريِّ جماعةٌ عدَّهم في البدريِّين هذا أحدُهم، والله أعلم، وكذا قال ابن سيِّد الناس وغيره من الحفَّاظ: (إنَّه لم يشهد بدرًا، وإنَّما هو منسوب إلى الماءِ).