التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن أبا حذيفة وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله تبنى سالمًا

          4000- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وفتح الكاف، وأنَّه يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، و(اللَّيْثُ): هو ابن سعد الإمام، أحد الأعلام، و(عُقَيْلٌ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالدٍ، و(ابْنُ شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ محمَّد بن مسلم.
          قوله: (أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا) (أبو حذيفة) اسمه مُهَشِّم، وقيل: هُشيم، وقيل: هاشم بن عتبة [بن ربيعة] بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصيٍّ العبشميُّ أحد السابقين، هاجر [إلى] الحبشة ثم إلى المدينة، وهو زوج سهلة بنت سهيل بن عمرو، استُشهِد يوم اليمامة، ولا عقب له، ترجمته معروفةٌ ☺.
          قوله: (تَبَنَّى سَالِمًا)؛ أي: اتَّخذه ابنًا على عادة الجاهليَّة، وهو (تفعَّلَ) من (الابن)، و(سالم): هذا هو مولى أبي حذيفة، وسيجيء هنا: (وَهُوَ مَولًى لِامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ)؛ يعني: سالمًا، أعتقته مولاته ثبيتة، ويقال: بثينة، وقد تَقَدَّم الكلام عليه وعليها في (المناقب) [خ¦3757]، فيقال له: قرشيٌّ أنصاريٌّ فارسيٌّ؛ لأنَّه من أهل إصطخر، من كبار البدريِّين، مشهورٌ كبير القدر، يقال له: سالم بن معقل.
          تنبيهٌ: وَهم ابن منده في (سالم) هذا فقال: (سالم بن عُبيد بن ربيعة)، وتعقَّبه أبو نعيم فقال: (هذا وَهَمٌ فاحشٌ)، انتهى.
          قوله: (وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدًا بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ): (بنت أخيه): بالمثنَّاة تحت، وهذا معروفٌ ظاهرٌ، إلَّا أنَّه ربَّما يجيء شخص لا يعرف الأنساب فيصحِّفه، قال الدِّمياطيُّ: (كذا رواه أبو داود من حديث يونس، والنَّسائيُّ من حديث يحيى وشعيب عن الزُّهريِّ، وقالا: «هند بنت الوليد»، وكذلك سمَّاها الزُّبَير، وخالفهم مالك، فرواه في «الموطأ» عن الزُّهريِّ، وسمَّاها: «فاطمة بنت الوليد»، وكذلك أبو عمر بن عبد البَرِّ تقليدًا لمالك)، انتهى.
          قال أبو عمر بن عبد البَرِّ: (فاطمة ابنةُ الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمسٍ كانت زوج سالمٍ مولى أبي حذيفة...) إلى أن قال: (ولم ينسبها ابن أبي خيثمة، ونسبها العُقيليُّ، وغيره يخالفه فيها فيقول: هي فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزوميِّ)، انتهى.
          ولم يذكر ابن سعد ولا ابن عبد البَرِّ في الصَّحابة: (هند بنت الوليد)، وذكر ابن سعد: (أنَّ فاطمة بنت عتبة تزوَّج بها سالم)، قال الدِّمياطيُّ: (ولا أظنُّه صحيحًا).
          قوله: (وَهوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ): تَقَدَّم الكلام عليه وعليها مطوَّلًا في (مناقب سالم)؛ فانظره [خ¦62/26-5632].
          قوله: (كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللهِ صلعم زَيْدًا): هو زيد بن حارثة بن شراحيل القضاعيُّ الكلبيُّ تَقَدَّم ☺ وعن أَبيه. /
          قوله: (فَجَاءَتْ سَهْلَةُ النَّبِيَّ صلعم): تَقَدَّم أنَّها سهلة بنت سُهيل بن عمرو، وهي العامريَّة، هاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة، وقد استُحيضت مدَّة كما في «سنن أبي داود»، وتزوَّجها عبدُ الرحمن بن عوفٍ وغيره، أخرج لها أحمد في «المسند»، روت عن النَّبيِّ صلعم الرُّخصةَ في رضاع الكبير، وعنها: القاسم بن محمَّد، قال أحمد في «المسند»: (حدَّثنا يونس ابن محمَّد)...؛ فساق سندًا إليها في رضاع الكبير، وهو في «البُخاريِّ» و«مسلمٍ» من حديث عائشة ☻ [خ¦5088].
          قوله: (وَذَكَرَ(1) الْحَدِيثَ): يأتي الكلام عليه في (النكاح) والحكمة في اختصار البُخاريِّ الحديثَ [خ¦5088]، والله أعلم.


[1] كذا في (أ): (وذكر)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (فَذَكَرَ).