نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر

          1377- (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الفراهيدي الأزدي القصَّاب، قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ) الدَّستوائي، قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو: ابن أبي كثير (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوف ☺.
          (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم يَدْعُو) وللكُشميهني: <يدعو ويقول> أي: في صلاته بعد التشهُّد قبل السَّلام، كما مرَّ في باب «الدُّعاء قبل السَّلام» [خ¦832] من حديث عائشة ♦ قالت: ((إنَّ النَّبي صلعم كان يدعو في الصَّلاة...)) الحديث.
          (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ) تعميم بعد تخصيصٍ كما أنَّ تاليه تخصيص بعد تعميم، وهو قوله: (وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا) أي: الابتلاء مع عدم الصَّبر والرِّضا، والوقوع في الآفات، والإصرار على الفساد، وترك متابعة طرق الرَّشاد.
          (وَ) من فتنة (الْمَمَاتِ) من سؤال / منكر ونكير مع الحيرة والخوف، وعذاب القبر وما فيه من الأهوال والشَّدائد، قاله الشَّيخ أبو النَّجيب السَّهروردي.
          و«المحيا» و«الممات» مصدران ميميان مفعل من الحياة والموت، ويجوز أن يكونا اسمي زمان.
          (وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) بفتح الميم وبالسين والحاء المهملتين، من المسح سمي به؛ لأنَّ إحدى عينيه ممسوحة، فيكون فعيلاً بمعنى مفعول، أو من المساحة؛ لأنَّه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها في أيَّام معدودات فيكون بمعنى فاعل، وصدور هذا الدُّعاء منه صلعم للتَّعليم والإرشاد كما مرَّ [خ¦1376]، أو على سبيل العبادة.
          ورجال إسناد الحديث ما بين يماني وبصري، وفيه رواية تابعي عن تابعي، وقد أخرج متنه مسلم في «الصَّلاة».