نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول النبي: إنا بك لمحزونون

          ░43▒ (باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم ) لابنه إبراهيم (إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ) ولم تقع / هذه التَّرجمة ولا التعليق الآتي من ابن عمر ☻ في رواية الحموي (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ ☻ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم : تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ).
          ومطابقة هذا الأثر للتَّرجمة من حيث إنَّ المصاب إذا كان محزوناً تدمع عينه، وكأنَّ ابن عمر ☻ أخذه من بعض معنى الحديث الذي رواه.
          ويأتي عقيب هذا الباب ولفظه: ((إنَّ الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب)) [خ¦1304] وذلك لأنَّ عدم تعذيب الله تعالى بدمع العين، وحزن القلب يستلزم أنَّها إذا وجدا لا يعذَّب بهما، وباللَّفظ المذكور روى مسلم من حديث أنس ☺ قال: قال رسول الله صلعم : ((ولد لي اللَّيلة غلام فسمَّيته إبراهيم...)) الحديث، وفيه فقال صلعم : ((تدمع العين ويحزن القلب)).
          ووقع كذلك في حديث رواه ابن ماجه عن أسماء بنت يزيد، قالت: لمَّا توفِّي ابن رسول الله صلعم إبراهيم بَكى رسول الله صلعم الحديث. وفيه: ((تدمعُ العين ويحزنُ القلب)).
          وكذا وقع في حديث رواه ابن حبَّان عن أبي هريرة ☺ قال: توفِّي ابن رسول الله صلعم ... الحديث وفيه: ((القلب يحزن والعين تدمع)).
          ووقع أيضاً في حديث رواه الطَّبراني عن أبي أمامة ☺ قال: جاء رجل إلى النَّبي صلعم حين توفِّي إبراهيم... الحديث وفيه: ((يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخطُّ الرَّب، وإنَّا على إبراهيم لمحزونون)).
          وأخرج الطَّبراني أيضاً عن السَّائب بن يزيد: أنَّ النَّبي صلعم لمَّا هلك ابنه طاهر... الحديث وفيه: ((إنَّ العين تذرف، وإنَّ الدَّمعَ يغلب، وإنَّ القلب يحزن ولا نعصي الله ╡)).