نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ما يستحب أن يغسل وترًا

          ░9▒ (بابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْراً) كلمة ((ما)) مصدرية وكذا كلمة «أن»؛ أي: باب استحباب غسل الميت وتراً.
          وقال الزَّين ابن المُنيِّر: يحتمل أن تكون «ما» مصدرية أو موصولة، والثَّاني أظهر، وتعقَّبه الحافظ العسقلاني بقوله: وفيه نظرٌ؛ لأنَّه لو كان المراد ذلك لوقع التَّعبير بـ «من» التي لمن يعقل.
          واعترض عليه العينيُّ بأنَّه نظرٌ يستحقُّ العمى (1) ؛ لأنَّ المراد من التَّرجمة بيان استحباب غسل الميِّت وتراً لا بيان من يستحبُّ ذلك، فإنَّ حديث الباب بطريقته في بيان الاستحباب لا في بيان المستحبِّ وغيره.
          أقول: ما قاله العينيُّ في ذاته حقٌّ، ولكن لا يدفع النَّظر الذي أورده الحافظ العسقلانيُّ على ابن المُنيِّر كما لا يخفى على المتدبِّر.


[1] هذا غلو عجيب من العيني غفر الله تعالى له وسامحه.