نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: ليس منا من شق الجيوب

          ░35▒ (بابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ) وإنَّما ذكر شقَّ الجيوب في التَّرجمة خاصَّةً مع أنَّ المذكور في حديث الباب ثلاثة زائدة فتحذف أشياء تنبيهاً على أنَّ النَّفي الذي حاصله التَّبري يقع بكلِّ واحدٍ من الثَّلاثة ولا يشترط وقوع المجموع.
          ويدلُّ عليه ما رواه مسلم من حديث مسروق عن عبد الله ☺ قال: قال رسول الله صلعم : ((ليس منَّا من ضربَ الخدود، أو شقَّ الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهليَّة)).
          وله في رواية بالواو، فإذا كانت روايتان أحداهما «بأو» والأخرى بالواو، تحمل الواو على «أو»، وإنَّما خصَّ شقَّ الجيوب من بين الثَّلاثة بالذِّكر؛ لأنَّه أشدُّ الثَّلاثة قبحاً وأبشعها مع أنَّ فيه خسارة المال من غير وجهٍ.