نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: سمعت النبي وهو يتعوذ من عذاب القبر

          1376- (حَدَّثَنَا مُعَلًّى) بالتنوين، وفي رواية: <معلَّى بن أسد> وقد مرَّ في باب «المرأة تحيض بعد الإفاضة» [خ¦329]، قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بالتَّصغير، هو: ابن خالد (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) بن أبي عياش الأسدي.
          (قَالَ: حَدَّثَتْنِي) بالإفراد مع تاء التأنيث (ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ) واسمها أَمَة _بفتح الهمزة وتخفيف الميم_ القرشية المدنية أم خالد الأموية، ولدت بالحبشة، وقدمت المدينة وهي صغيرة، ثمَّ تزوجها الزُّبير فولدت له خالداً وعمراً.
          قال الذَّهبي: لها صحبة. روى عنها موسى وإبراهيم ابنا عقبة وكُريب بن سليمان.
          (أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلعم ، وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) إرشاداً لأمَّته؛ ليقتدوا به فيما فعله وفيما أمره، حتَّى يتخلَّصوا من شدائد الدُّنيا وعذاب الآخرة، وإلَّا فهو صلعم معصوم مطهَّر، مغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فينبغي لك يا من لا عصمةَ لك ولا طهارة عن الذُّنوب أن تستعيذَ بالله من عذاب القبر مع امتثال الأمر، والاجتناب عن المعاصي حتَّى ينجيك الله من النَّار، ومن عذاب القبرِ.
          ووقع عند الطَّبراني من وجه آخر عن موسى بن عقبة بلفظ: ((استجيروا بالله من عذابِ القبر، فإنَّ عذابَ القبر حقٌّ)).
          ورجال إسناد هذا الحديث ما بين بصري ومدني. وقد أخرج متنه المؤلِّف في «الدَّعوات» أيضاً [خ¦6364]، وكذا أخرجه النَّسائي.