نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ما قيل في أولاد المشركين

          ░92▒ هذا (بابُ: مَا قِيلَ فِي أَوْلاَدِ الْمُشْرِكِينَ) أي: غير البالغين، الظَّاهر من صنيع البخاري أنَّه لم يجزم في ذلك بشيء لتوقُّفه فيه، لكن ذكر في «تفسير سورة الرُّوم» ما يدلُّ على أنَّه اختار قول من قال: إنَّهم يصيرون إلى الجنَّة [خ¦4775]. وقد رتب أحاديث هذا الباب ترتيباً يشير إلى المذهب المختار، فإنَّه صدَّره بالحديث الدَّال على التوقف، ثمَّ ثنَّى بالحديث المرجَّح؛ لكونهم في الجنَّة، ثمَّ ثلَّث بالحديث المصرَّح بذلك فإنَّ قوله في سياقه: «وأمَّا الصبيان حوله فأولاد النَّاس» [خ¦1386] قد أخرجه في التَّعبير [خ¦7047] بلفظ: ((وأما الولدان الذين حوله فكلُّ مولود مات على الفطرة، فقال بعض المسلمين: وأولاد المشركين؟ فقال: وأولاد المشركين)).
          ويؤيِّده ما رواه أبو يعلى من حديث أنس ☺ مرفوعاً: ((سألت ربي اللاهين من ذريَّة البشر أن لا يعذِّبهم فأعطانيهم)) وإسناده حسن. وورد في تفسير اللاهين: بأنَّهم الأطفال من حديث ابن عبَّاس ☻ مرفوعاً أخرجه البزَّار.
          وروى أحمد من طريق خنساء بنت معاوية بن صُريم عن عمتها قالت: قلت: يا رسول الله مَن في الجنَّة؟ قال: ((النَّبي في الجنَّة، والشَّهيد في الجنَّة، والمولود في الجنَّة، والوئيد في الجنَّة)) إسناده حسن.