نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الإذن بالجنازة

          ░5▒ (باب الإِذْنِ) بكسر الهمزة وسكون الذال المعجمة، والمراد الإعلام (بِالْجَنَازَةِ) ويروى: <باب الأذان> أي: الإعلام بها أيضاً، ويروى: <باب الآذِن> بمد الهمزة وكسر الذال على وزن الفاعل، وهو الذي يؤذن بالجنازة؛ أي: يعلم بها بأنَّها انتهى أمرها ليصلَّى عليها.
          وقال الزَّين ابن المُنيِّر: هذه التَّرجمة مرتبة على التي قبلها؛ لأنَّ النَّعي إعلام من لم يتقدم له علم بالميت، والأذان إعلام بتهيئة أمره، والله أعلم.
          (وَقَالَ أَبُو رَافِعٍ) بالفاء وبالمهملة، نُفيع الصائغ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : أَلَّا) بتشديد اللام؛ أي: هلَّا (آذَنْتُمُونِي) أعلمتموني، ويروى: <ألا> بتخفيف اللام.
          وهو طرف من حديث أخرجه المؤلِّف في باب «كنس المسجد» [خ¦458] بإسناده عن أبي هريرة ☺ قال: ((أنَّ رجلاً أسود أو امرأة سوداء كان يقمُّ المسجد، فمات فسأل النَّبي صلعم عنه فقالوا: مات، فقال: أفلا كنتُم آذنتموني به، دلُّوني على قبره _أو: قال على قبرها_ فأتى قبره فصلَّى عليها))، وقد مرَّ الكلام فيه هناك مستوفى.