التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا} الآية

          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ}: [لَا] تَقْهَرُوهُنَّ): (يُذكَر): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، ولم يصحَّ عنده على شرطه، فلهذا عبَّر عنه بصيغةِ تمريضٍ، وقوله: (تقهروهنَّ): كذا في أصلنا، قال القاضي: (ولأكثر الرُّواة: «تنهروهنَّ»، مِنَ الانتهار، والأوَّل للمستملي)، قال شيخُنا: (وتعليقُ ابن عبَّاس أسنده أبو محمَّد الرازيُّ مِن حديث عليِّ بن أبي طلحة عنه به، والضَّحَّاك عنه بلفظ: «تحبسوهنَّ»)، انتهى، والظاهرُ أنَّ مرادَه بـ(أبي محمَّد الرازيِّ): ابنُ أبي حاتم الرازي، شيخُ الإسلام، أبو محمَّد عبد الرَّحمن بنُ الحافظ أبي حاتم محمَّدِ بنِ إدريسَ، له كتبٌ كثيرةٌ؛ منها: «التفسير»، وهو كتابٌ جليلٌ كما وصفه العلماء، فيه آثارٌ كثيرةٌ لم يذكرها ابن جَرير، والله أعلم.
          قوله: ({تَعُولُواْ}: تَمِيلُوا): ورد مرفوعًا ما يؤيِّده: «تَجُورُوا»، وقال زيد: (ألَّا(1) تكثر عيالُكم)، وبه قال الشافعيُّ، وأنكره المبرِّد وغيره؛ لأنَّه أحلَّ ممَّا مُلِك باليمين ما كان مِنَ العدد، وهنَّ ممَّا يُعال، وأيضًا فإنَّما ذكر النساء وما يحلُّ منهنَّ والعدل بينهنَّ، فليس لـ{أَلاَّ تَعُولُواْ} مِنَ العيال مَدخل هنا، وأيضًا إنَّما يقال: أعال [الرجل يُعيل؛ إذا كثر عياله]، وانتصر بعضُهم للشافعيِّ، وصنَّف فيه.
          قوله: (النِّحْلَةُ: المَهْرُ): اعلم أنَّ للمهر ثمانيةَ أسماءٍ، وقد جُمِعَتْ في بيت واحد وهو: [من الطويل]
صَداقٌ ومَهرٌ نِحْلةٌ وفَريضَةٌ                     حِبَاءٌ وأجرٌ ثُمَّ عُقرٌ علائق


[1] في (أ): (أي لا)، والمثبت من مصدره.