التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{والصافات}

          قوله: ({وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ}: يُرْمَوْنَ): (يُرمَون): بضمِّ أوَّله، وفتح الميم، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ مثل: {وَيُقْذَفُونَ}: مبنيٌّ أيضًا.
          قوله: ({يُنزَفُونَ}: لَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ): هو بضمِّ أوَّله، وفتح الزاي، ومَن قال: الزاي بالكسر؛ فمعناه، _والله أعلم_: ولا هُمْ عن شُربها ينفَدُ شرابُهم، وقد قرأ حمزة والكسائيُّ بكسر الزاي هنا، والباقون بفتحها، ولا خلاف في ضمِّ الياء، وقال شيخُنا ⌂ ما لفظه: («{يُنزِفُونَ}: لا تذهب عقولهم»، قلتُ: هذا على قراءة كسر الزاي، ومَن قرأ بفتحها؛ فمعناه: لا ينفد شرابُهم)، انتهى، وهذا على العكس، والله أعلم.
          قوله: ({يُهْرَعُونَ}: كَهَيْئَةِ الْهَرْوَلَةِ): تَقَدَّم الكلام على {يُهْرَعُونَ} في (الأنبياء) [خ¦60/16-5184]؛ فانظره.
          قوله: ({يَزِفُّونَ}: النَّسَلَانُ فِي الْمَشْيِ): {يَزِفُّونَ}؛ بفتح أوَّله: قراءة الجماعة إلا حمزة، فإنَّه قرأ بالضمِّ، لغتان، و(النَّسَلان): هو بفتح النون والسين المهملة، يقال: نسل في عَدْوِه ينسِل نسْلًا ونسَلانًا: أسرع.
          قوله: (سَرَوَاتِ الْجِنِّ): هو جمع (سراة)، و(سراة): جمع (سرِيٍّ)؛ وهو الشريف، وقد تَقَدَّم الكلام عليه، وقدَّمتُ انتقاد السهيليِّ على النحاة في ذلك [خ¦425].
          قوله: ({مَّدْحُورًا}: مَطْرُودًا): هذا في (الأعراف)، وأمَّا هنا؛ فالتِّلاوة {دُحُورًا}[الصافات:9]؛ وهو مصدر (دحرته)؛ أي: دفعته، وأبعدته، وطردته، والله أعلم، وقد تَقَدَّم له في أوَّل (ابتداء الخلق) في (باب صفة إبليس وجنوده) ما لفظه: ({دُحُورًا}: مطرودين)، وقد تَقَدَّم ما فيه [خ¦59/11-5059].
          قوله: (يُذْكَرُ بِخَيْرٍ): (يُذكَر): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.