التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{اقتربت الساعة}

          قوله: ({مُزْدَجَرٌ}[القمر:4]: مُتَنَاهًى(1)): هو بضمِّ الميم، ثُمَّ مثنَّاة فوق مفتوحة، ثُمَّ نون، والهاء مفتوحة، منوَّن الآخر.
          قوله: (اسْتُطِيرَ(2)): هو بضمِّ المثنَّاة فوق، وكسر الطاء المهملة، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ كـ{وَازْدُجِرَ}[القمر:9].
          قوله: ({وَدُسُرٍ}[القمر:13]: أَضْلَاعُ السَّفِينَةِ): قال الجوهريُّ: (الدِّسار: واحد «الدُّسر»، وهي خيوط تُشَدُّ بها ألواح السفينة، ويقال: هي المسامير)، ثُمَّ ذكر الآية، ثُمَّ قال: (ودُسْر ودُسُر؛ مثل: عُسْر وعُسُر).
          قوله: (فَعَاطَهَا بِيَدِهِ فَعَقَرَهَا): قال بعض حفَّاظ العصر: (هو كلام أبي عُبيدة)، وقال ابن قُرقُول: ({فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}[القمر:29]: فعاطى بيده، كذا في نسخ البُخاريِّ، وللأصيليِّ: «فتعاطاه بيده»، وهو الصواب؛ يعني: تناولها بيده، والتعاطي: تناول ما لا يجب) انتهى، وقال شيخنا: (قال ابن التين: لا أعلم له وجهًا؛ يعني: «فعاطها»، إلَّا أن يكون من المقلوب الذي قُلِبَت عينُه...) إلى آخر كلامه.
          قوله: (الأَشَرُ: الْمَرَحُ وَالتَّجَبُّرُ): (الأشَر)؛ بفتح الشين: مصدر، ولهذا فسَّره بـ(المرَح والتجبُّر)، وإنَّما فسَّره بالمصدر؛ ليُعرَف أنَّ اسم الفاعل مأخوذ من المفسَّر به، وأمَّا التلاوة؛ فإنَّها بكسر الشين، وهو اسم فاعل، وهو عظيم الكذب، وقيل: بطِر، وقد رأيت في نسخة: (يقال: {الْأَشِرُ}[القمر:26]: المرِح والمتجبِّر)؛ بكسر الشين والراء، وهذا ظاهرٌ لا خفاء فيه، والله أعلم(3).
          قوله: (النَّسَلَانُ: الْخَبَبُ السِّرَاعُ): (النسلان): تَقَدَّم في {وَالصَّافَّاتِ} [الصافات:94]، و(الخَبَب)؛ بفتح الخاء المعجمة، وباءين موحَّدتين؛ الأولى مفتوحة: ضربٌ مِن العَدْوِ، و(السِّراع)؛ بكسر السين: جمع (سَريع)، وهو تفسير لـ{مُهْطِعِينَ}[القمر:8]؛ لأنَّ (الإهطاع) الإسراعُ، وأهطع في عَدْوِه: أسرع، وفي نسخة الدِّمْياطيِّ: (الإسراع)، وهذا تفسير للإهطاع، والله أعلم.
          قوله: ({الْمُحْتَظِرِ}[القمر:31]: كَحِظَارٍ مِنَ الشَّجَرِ مُحْتَرِقٍ): (الحظار): بكسر الحاء المهملة، وبالظاء المعجمة المشالة المخفَّفة _وقال شيخنا: (إنَّ الحاء مفتوحة أيضًا)، انتهى_ وفي آخره راءٌ، وهي الحظيرة تُعمَل للإبل من شجر لتقيَها البرد والريح، و{الْمُحْتَظِرِ}: الذي يعمل الحظيرة، وقُرِئ: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}، فمَن كسره؛ جعله للفاعل، ومن فتح؛ جعله للمفعول به، وليس في السَّبع سِوى الكسر، لكنَّ الذي في «البُخاريِّ» هل هو على المتواترة أو الشاذَّة؟ والذي ينبغي أن يُقرَأ: ▬المحتظَر↨؛ بفتح الظاء، وهي شاذَّة، وقد قرأ الحسن وقتادة _كما نقله الثعلبيُّ_ بفتح الظاء، أراد الحظيرة، انتهى، وقال غيره: قرأ أبو السَّمَّال وأبو حيوة وأبو رجاء وعمرو بن عُبيد: بفتحها، فقيل: هو مصدر؛ أي: كهشيم الاحتظار، وقيل: هو اسم مكان، وقيل: هو اسم مفعول، وهو الهشيم نفسه، ويكون من باب إضافة الموصوف لصفته، كمسجد الجامع، والحظْر: المنع، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (متناهٍ).
[2] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (فاستطير).
[3] هذه الفقرة جاءت في (أ) مستدركة متأخِّرة على قوله: (النَّسلان: الخبب...).