التلقيح لفهم قارئ الصحيح

سورة الحج

          قوله: (إِذَا حَدَّثَ؛ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ...) إلى آخره: أي: أنَّ الشيطانَ قد يُوقِع في مسامع أهل الشرك ما يوافق رأيَهم، فيتوهَّمون(1) أنَّه حدَّث عَنِ الرسول، وليس كذلك، وأمَّا الذي رواه البزَّار في «مسنده»، وذكره ابن أبي حاتم وابن جرير في «تفسيرَيهما» في قصَّة (الغَرانيق العُلا)؛ فباطلٌ وإن أكثر الطبريُّ طرقَه، وقد تكلَّم القاضي عياضٌ عليه في «الشفا»، والإمامُ في «تفسيره»، وقد ذكرتُه في تعليقي على «سيرة ابن سيِّد النَّاس» حيثُ ذكره، ورددته بالكلبيِّ؛ لأنَّ مداره عليه وهو كذَّابٌ، وبباذان، وهو مِثْل الكلبيِّ، ولم يسمع مِنِ ابن عبَّاس، [ولا سمع الكلبيُّ مِن باذان] إلَّا الحرف بعد الحرف؛ فانظره، فإنَّه هناك مطوَّل، والله أعلم.
          قوله: (بالقَضَّةِ(2)): هو بفتح القاف، وتشديد الضاد المعجمة المفتوحة، ثُمَّ تاء، وهي الجِيْر.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَسْطُونَ}: يَفْرُطُونَ، مِنَ السَّطْوَةِ): (يَفْرُطُون): بفتح الياء، ثُمَّ فاء ساكنة، ثُمَّ راء مضمومة، ثُمَّ طاء مهملة، (غيرُه): قال بعض حفَّاظ المِصْريِّين المتأخِّرين: (هذا قول أبي عُبَيدة(3) في «المجاز»).
          قوله: (وَيُقَالُ: {يَسْطُونَ}: يَبْطُـِشُونَ): قال بعض حفَّاظ المِصْريِّين: (هذا قول ابن عبَّاس في رواية [عليِّ بن] أبي طلحة عنه، أخرجه الطبريُّ وغيرُه)، انتهى.
          قوله: (يَبْطُـِشُونَ): هو بضمِّ الطاء وكسرها، لغتان مشهورتان.
          قوله: ({تَذْهَلُ}: تُشْغَل): (تُشْغَل): بضمِّ أوَّله، وإسكان الشين وفتح الغين المعجمتَين، كذا في أصلنا، ولو فسَّره بـ(تشتغل)؛ كان أوضحَ، وسيأتي تعليله، وقد فسَّره به بعضُهم، وذلك لأنَّ (تُشْغَل) مِنَ المتعدِّي، وما ذكرتُه لازم، و{تَذْهَلُ}: لازم، والله أعلم.
          قوله: ({بِسَبَبٍ}: بِحَبْلٍ): هو بالحاء المهملة المفتوحة، وإسكان الموحَّدة، واحد الحِبَال، وهو معروفٌ.


[1] في (أ): (فيتوهموا)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[2] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (بالقَصَّة) وهي الصواب.
[3] في (أ): (عبيد)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.