التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{إذا السماء انفطرت}

          قوله: (وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ): هو بضمِّ الخاء المعجمة، ثُمَّ ثاء مثلَّثة مفتوحة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ ميم، و(الرَّبيع): حُجَّة قانتٌ ثِقةٌ، ترجمته معروفة.
          قوله: ({فُجِّرَتْ}[الانفطار:3]): قراءة الجماعة: بالتشديد في الجيم المكسورة وضمِّ الفاء، ولكن ينبغي أن تُقرَأ هذه اللفظة بالتخفيف مع ضمِّ الفاء؛ لأنَّه منسوب إلى الربيع بن خُثَيْم، واعلم أنَّ {فُجِّرَتْ} العامَّة على بنائه للمفعول مثقَّلًا، وقرأ مجاهد: مبنيًّا للفاعل مخفَّفًا، من الفجور؛ نظرًا إلى قوله: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}[الرحمن:20]، فلمَّا زال البرزخ؛ بَغَيَا، وقرأ مجاهد أيضًا، والربيع بن خُثَيْم، والزعفرانيُّ، والثوريُّ: مبنيًّا للمفعول مخفَّفًا، قاله الإمام شهاب الدين السمين في «إعرابه»، وما قاله البُخاريُّ في تفسير قراءة الربيع بن خُثَيْم فيه نظرٌ؛ إذ فسَّره بـ(فاضت) اللازم، والله أعلم، وهذا التفسير لائقٌ بقراءة مجاهد الأُولى، حيث قرأ مبنيًّا للفاعل مخفَّفًا، والله أعلم.
          قوله: (وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ: {فَعَدَلَكَ}[الانفطار:7]؛ بِالتَّخْفِيفِ): اعلم أنَّه قرأ الكوفيُّون: {فَعَدَلَكَ}؛ بتخفيف الدال، والباقون: بتشديدها، و(الأعمش): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه سليمان بن مِهران، أبو محمَّد الكاهليُّ القارئ، و(عاصم): هو أحد القرَّاء السبعة، وهو عاصم بن أبي النَّجود بَهْدَلةَ، قال الفلَّاس: بَهْدَلةُ أمُّه وغُلِّط، أبو بكر الأسديُّ مولاهم، الكوفيُّ، ترجمته مشهورة جدًّا، أخرج له البُخاريُّ ومسلمٌ مقرونًا بغيره، وأخرج له الأربعة، تُوُفِّيَ سنة سبع وعشرين ومئة، وقال ابن سعد وجماعة: تُوُفِّيَ سنة ثمان وعشرين ومئة، له ترجمة في «الميزان».