التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{والفجر}

          قوله: (كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ): قد يُستَشكَل؛ لأنَّه تعالى قال: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق:12]، والظاهر _والله أعلم_ أنَّ مجاهدًا أراد أنَّ كلَّ شيء له نظيرٌ أو شبيهٌ؛ فهو شَفْع، ولهذا قال: (كلُّ شيء خَلَقَه فهو شَفْع)؛ يعني: المخلوقاتِ يُشبِه بعضها بعضًا؛ فهي شَفْع بهذا الاعتبار، والله تعالى لا نظير له ولا شبيه، فهو وترٌ، وقد قدَّمتُ ذلك في (بدءِ الخلق)، ونحوه للحكيم محمَّد بن عليٍّ التِّرْمِذيِّ فيما أظنُّ أنَّه كلامُه في قولهِ: «إنَّ الله وترٌ يحبُّ الوتر...»؛ الحديث، «الوتر»: (الفَرد، فالله تعالى هو الفَرد الذي لا يزدَوِج بشيء، وكلُّ ما سواه من الأفراد؛ فإنَّه يزدَوِج بشكلٍ أو بضدٍّ، وكلُّ وترٍ غيره يُشفَع بخلافٍ أو وفاقٍ، والله تعالى وترٌ لا شكلَ له ولا مثل، وكلُّ وترٍ سواه فهو في نفسه ليس بفرد، بل شَفْع؛ لأنَّه مركَّب ويَقْبلُ [التركيب]، والله يتعالى عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا، فهو فردٌ وترٌ أحدٌ، لا يُوصَف بما يُوصَف به خلقُه بوجه من الوجوه من جهة الفرديَّة والوتريَّة والأَحَديَّة)، ثُمَّ تكلَّم على «يحبُّ الوتر...» إلى آخر الحديث.
          قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور، أحد الأعلام.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {جَابُوا}[الفجر:9]: نَقَبُوا): هو بتخفيف القاف، قال بعض الحُفَّاظ: (هو كلام أبي عُبيدة، وباقيه من نقل المصنِّف).
          قوله: (جِيْبَ الْقَمِيصُ): (جِيْبَ)؛ بكسر الجيم، وإسكان المثنَّاة تحت، وفتح الموحَّدة: مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(القميصُ): مرفوع نائبٌ مَنَابَ الفاعل، وكذا (قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ).