التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{والطور}

          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَالطُّورِ}[الطور:1]: الْجَبَلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ): أُنكِر ذلك عليه، إلَّا أنْ يريدَ: وافق لغةَ العرب لغةُ السُّريانيَّة، وكذا الكلام في كلِّ ما وقع في «البُخاريِّ» من هذا النوع، والله أعلم.
          قوله: ({الْمَسْجُورِ}[الطور:6]: الْمُوقَدِ): هو بضمِّ الميم، وفتح القاف، قال ابن قُرقُول: («الموقَد»؛ يعني: بالدال: كذا لجميعهم، ولأبي زيد عند الأصيليِّ: «الموقَر»؛ بالراء، وفسَّره بعضهم: المملوء، والقولان معروفان، مجاهدٌ يقول: (الموقَد) بالراء، وقيل: المملوء)، انتهى.
          تنبيهٌ: ذكر الصغانيُّ أنَّ {الْمَسْجُورِ}: المملوء والفارغ، من الأضداد، والمراد هنا: المملوء، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، أحد الأعلام.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَمُورُ}[الطور:9]: تَدُورُ): قال بعض حفَّاظ العصر: (هو قول مجاهد)، انتهى، وفي السورة: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَلَتْنَاهُم}[الطور:21]: نَقَصْنَا، وَقَالَ غَيرُهُ: {تَمُورُ}: تَدُورُ)، انتهى، وهذا _كما ترى_ القائل غير مجاهد، وفي «تفسير الثعلبيِّ»: ({تَمُورُ}: تدور، هذا قاله ابن عبَّاس)، انتهى.
          قوله: ▬كِسَفًا↨: قِطَعًا(1)): كذا في أصلنا بفتح السين كانت ثُمَّ كُشِطَت، وكأنَّ الكشط مُحدَثٌ، و(قِطَعًا): بكسر القاف، وفتح الطاء، كذا في أصلنا، وهذا يدلُّ على أنَّه ▬كِسَفًا↨ بفتح السين: جمعٌ، حتَّى فسَّره بالجمع في قوله: (قِطَعًا) ولو أراد {كِسْفًا}: بإسكان السين مفردًا؛ لقال: قطعة، وفيه بُعدٌ؛ / لأنَّه تعالى وصفه بمفرد، فقال: {سَاقِطًا}[الطور:44]، فلمَّا وصفه البُخاريُّ بالجمع؛ عُلِم أنَّه أراد الجمع في ▬كِسَفًا↨ وهذا تفسير لقراءة شاذَّة، وإلا ففي السبعة ليس فيها شيءٌ، إنَّما الذي في السبعة الإفراد فقط، والظاهر أنَّ بعض الناس لمَّا لم ير فيها شيئًا في السبعة؛ كَشَطَ فتحة السين في ▬كِسَفًا↨ في أصلنا، والله أعلم، وقد نظرت فلم أرَ فيها شيئًا في الشواذِّ فيما وقفت عليه، ثُمَّ إنِّي وقفت على نسخة صحيحة مصريَّة فرأيت فيها: ({كِسْفًا}: قِطْعًا)، وهذه موافقة، وقال شيخنا في «شرحه»: ({كِسْفًا}: قِطَعًا، ويقال(2): قطعة، جمعٌ، وهو جمع «كِسْفَة»؛ كقِرْبَة وقِرَبٍ، ومن قرأ بالسكون على التوحيد؛ فجمعه: أكساف وكسوف، وهو واحد، ويجوز أن يكون جمع «كِسْف»؛ كسِدرة وسِدْر)، وهذا يؤيِّد ما كان في أصلنا، والله أعلم، وكذا رأيت بعضهم قال: (هذا على فتح السين، ومن قرأ بالسكون؛ فعلى التوحيد، جمعه: كسوف وأكساف)، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَتَنَازَعُونَ}[الطور:23]: يَتَعَاطَوْنَ): هو قول أبي عبيدة في «المجاز»، قاله بعض حفَّاظ العصر، انتهى.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة»: ({كِسْفًا}: قِطْعًا)، وفي هامش (ق): («{كِسْفًا}: قِطْعًا» كذا في نسخة شرف الدين، وهي أظهر).
[2] في (أ): (وقال)، والمثبت موافق لمصدره ░23/293▒.