التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{والنجم}

          قوله: ({ضِيزَى}[النجم:22]: عَوْجَاءُ): هو بالمدِّ، قال الجوهريُّ: (جائرة، وهي «فُعلى»؛ مثل: طُوبى وحُبلى، وإنَّما كسروا الضاد؛ لتسلَمَ الياءُ؛ لأنَّه ليس في كلام العرب «فِعلى» صفة، وإنَّما هو من بناء الأسماء، كـــ«الشِّعرى» و«الدِّفلى»، قال الفرَّاء: وبعض العرب يقول: ضَأَزَني، وضؤزى؛ بالهمز، وحكى أبو حاتم عن أبي زيد: أنَّه سمع العرب تهمز ضِئْزَى)، انتهى.
          قوله: (مِرْزَمُ الْجَوْزَاءِ): (مِرْزَم): بكسر الميم، ثُمَّ راء ساكنة، ثُمَّ زاي مفتوحة، ثُمَّ ميم، و(الجوزاء): بالمدِّ، وهي نجمٌ، يقال: إنَّها تعترض في جوْز السماء، وجوز السماء: وسطها، والمِرزمان: مِرزما الشِّعرَيين، وهما نجمان، أحدهما في الشِّعْرى، والآخر في الذِّراع، وأمَّا الشِّعْرَى؛ ففي «الصحاح»: أنَّها الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدَّة الحرِّ، وهما الشِّعرَيان؛ الشعرى: العَبور التي في الجوزاء، والشعرى: الغُميصاء الذي في الذراع، يزعم العرب أنَّهما أختا سهيل، انتهى، والمراد بالتي في القرآن: كوكبٌ خلف الجوزاء، قيل: إنَّه العَبور، والأخرى الغُميصاء، يقال: كانتا مع سهيل، فانجرَّ سهيلٌ نحو اليمن، فتبعته العَبور حتَّى عبرتِ المجرَّة، وتمكَّثت الغُميصاء حتَّى غُمِصت عيناها، وكانت خزاعة تعبد العَبور، أبدعها أبو كبشة، ويقال: إنَّها تقطع السماء طولًا، وغيرَها عرضًا.
          قوله: ({سَامِدُونَ}[النجم:61]: الْبَرْطَمَةُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ اللَّهْوِ): كذا في بعض النسخ، وهذه الزيادة: (وهو ضربٌ من اللهو) سيأتي الكلام عليها، و(البَرْطَمَة): بباء مفردة مفتوحة، ثُمَّ راء ساكنة، ثُمَّ طاء مهملة مفتوحة، ثُمَّ ميم مفتوحة أيضًا، ثُمَّ تاء التأنيث، قال ابن قُرقُول: («البَرْطَمَة»: كذا لجمهورهم بباء مفتوحة؛ يعني: وبالميم، قال: وعند الأصيليِّ والقابسيِّ وعبدوس: «البرطنة» بالنون، وفسَّره الحمُّوي في الأصل: بأنَّه ضرب من اللهو، وهو معنى قول عكرمة في الأمِّ: «يتغنَّون»)، وفي «النِّهاية» في حديث مجاهدٍ في قوله تعالى: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ}[النجم:61]، قال: (هي البرطمة، وهو الانتفاخ من الغضب، ورجل مبرطِم: متكبِّر، وقيل: مقطِّبٌ متغضِّبٌ، والسامد: الرافع رأسه تكبُّرًا)، انتهى، وكذا في «الصحاح»، ولفظه: (والبرطمة: الانتفاخ من الغضب، وتبرطم الرجل؛ إذا تغضَّب من كلام)، انتهى.
          قوله: (يَتَغَنَّوْنَ، بِالْحِمْيَرِيَّةِ): (يتغنَّون): هو من الغناء؛ بالمدِّ، و(الحميريَّة): لغة حِمْيَر، وقد تَقَدَّم الكلام عليه [خ¦4800].
          قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ): هذا هو فيما يظهر أنَّه النخعيُّ، وذلك أنَّ شيخنا لمَّا خرَّج هذا الأثر؛ قال: (أخرجه عبد بن حميد، عن عمرو بن عون، عن هُشَيم، عن مغيرة عنه)، فنظرت ترجمة المغيرة(1) بن مِقسَم فرأيته يروي عن النخعيِّ، والله أعلم.
          قوله: ({أَفَتُمَارُونَهُ}[النجم:12]: أَفَتُجَادِلُونَهُ، وَمَنْ قَرَأَ: {أَفَتَمَرُونَهُ}[النجم:12]؛ يَعْنِي: أَفَتَجْحَدُونَهُ): هما قراءتان، قرأ حمزة والكسائيُّ: {أَفَتَمَرُونَهُ}[النجم:12]؛ بفتح التاء، وإسكان الميم، والباقون: بضمِّ التاء، وفتح الميم، وألف بعدها.
          قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، أحد الأعلام.


[1] في (أ): (هشيم) ولعله سبق قلم.