التلقيح لفهم قارئ الصحيح

سورة الأنعام

          (سُورَةُ الأَنْعَامِ)... إلى (الأَعْرَافِ)
          قوله: ({أُبْسِلُواْ}: أُفْضِحُوا): كذا في أصلنا، وكذا في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، والذي يظهر أن يكون (فُضِحُوا)؛ بغير همزٍ، والله أعلم؛ لأنَّه ثُلاثيٌّ مُعَدًّى، فإذا بنيتَ منه؛ قلتَ: فُضِحَ، والله أعلم.
          قوله: ({مَّسْفُوحًا}: مُهَـْرَاقًا): هو بفتح الهاء وإسكانِها.
          قوله: (وَأَمَّا الْوِقْرُ: الْحِمْلُ): (الوِقر) بمعنى: الحِمل؛ بكسر الواو.
          قوله: ({أَسَاطِيرُ}: وَاحِدُهَا: أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ): (الأُسطُورة)؛ بضمِّ الهمزة، و(الإِسطارة)؛ بكسر الهمزة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (وَهِيَ التُّرَّهَاتُ): (التُّرَّهات)؛ بضمِّ المثنَّاة فوق، ثُمَّ راء مشدَّدة مفتوحة، قال الأصمعيُّ: التُّرَّهات: الطُّرق الصِّغار غير(1) الجادَّة تشعَّبت عنها، الواحدة: تُرَّهَةٌ، فارسيٌّ معرَّب، ثُمَّ استُعير في الباطل، فقيل: التُّرَّهات البَسَائسُ، والتُّرَّهات الصحاصح، وهو مِن أسماء الباطل، وربَّما جاء مضافًا، وناسٌ يقولون: تُرَّةٌ، والجمع: تَرَاريْهُ، والله أعلم.
          قوله: (و▬الصُّوَرِ↨: جَمَاعَةُ صُورَةٍ؛ كَقَوْلِهِ: سُورَةٌ وَسُوَرٌ): هذه قراءةٌ شاذَّة قرأ بها الحسنُ، وعن «معاني النحَّاس»: أنَّه لم يقرأ بها أحدٌ، ولعلَّه أراد في السبع، وإلا؛ فهي قراءةُ الحسن، كذا في «صحاح الجوهريِّ»، وهي بضمِّ الصاد، وفتح الواو، والصورةُ واحدتُهُ، وهو ▬وَنُفِخَ فِي الصُّوَرِ↨: جمع صورة؛ أي: صُوَر الخلائق، وهذا ظاهرٌ؛ لأنَّه نظَّره بـ(سُوْرة وسُوَر)، وسيأتي هذا أيضًا، كرَّره [خ¦81/43-9717]، والله أعلم(2).
          قال ابن قُرقُول في (التفسير): («و{الصُّورِ}: جمع صورة(3): كقولك: صُورَةٌ وصُوَرٌ»: كذا لأبي أحمد؛ أي: جُمِع على صُوْر وصُوَرٍ؛ بسكون الواو وفتحِها، [وهو خيرٌ من رواية] غيره(4): «سُوْرة وسُوَر»؛ بالسين، إذ ليس مقصود الباب ذلك، وهذا أحد تفاسير الآية)، انتهى.
          تنبيهٌ: القراءةُ بالشواذِّ قد ذكرتُ حكمَها في (سورة {تَبَارَكَ}؛ الملك) [خ¦65-7244]، كذا اتَّفق؛ فانظر ذلك إن أردته، والله أعلم.
          قوله: ({وَإِن تَعْدِلْ}[الأنعام:70]: تُقْسِطْ): كذا هو ثابت في بعض النُّسخ، وليس في أصلنا، قال شيخنا: («{تَعْدِلْ}: تُقْسِطْ»: كذا قال، والذي يظهر أنَّ المراد: وإن تَفْدِ كلَّ فداءٍ، والعدلُ: الفديةُ، وقد صرَّح به في «الكشاف»)، انتهى، وفي «تفسير ابن عبد السلام» الشيخ عزِّ الدين الشافعيِّ: ({تَعْدِلْ}: تفتَدِ بالتوحيد والانقياد كلَّ فداءٍ، وقيل: تُقسِط).
          قوله: (تُرْهَبُ): هو بضمِّ أوَّله، وفتح ثالثه، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، وكذا: (تُرْحَمُ) مثلُه.
          قوله: (وَالْقِنْوُ: العِذْقُ): هو بكسر العين المهملة، وإسكان الذال المعجمة، وقد تَقَدَّم في (النساء): أنَّه العرجون، وقيل: لا يقال له عِذْق إلَّا إذا كان بشماريخه [خ¦4573].


[1] في (أ): (وقال غيره)، والمثبت من مصدره وغيره.
[2] قوله: (وهو ▬وَنُفِخَ فِي الصُّوَرِ↨...) إلى هنا جاء في (أ) متأخِّرًا بعد استدراك قول ابن قرقول والتنبيه، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[3] زيد في (أ) تبعًا لمصدره: (وصور)، وليس في «مشارق الأنوار» ░2/187▒.
[4] في (أ) تبعًا لمصدره: (وروى غيره)، والمثبت من «مشارق الأنوار» ░2/187▒.