التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{حم} الزخرف

          {حم} الزُّخْرُفِ)... إلى (الرَّحْمَن)
          قوله: ({وَقِيلِهِ}[الزخرف:88])... إلى أن قال: (وَلَا نَسْمَعُ قِيلَهُمْ): أي: أنَّه منصوب على العطف على المفعول، انتهى، وقد قرأ بالنصب مَن عدا عاصم وحمزة(1)، وقيل: إنَّه منصوب على المصدر؛ أي: مَن شهِدَ وقال قيلَه، وقد قرأ عاصمٌ وحمزةُ: بخفض اللام، وكسر الهاء بالعطف على {السَّاعَةَ}[الزخرف:66]؛ أي: علم قيلِهِ، وقيل: على القسم، والله أعلم، قال بعض الحُفَّاظ المتأخِّرين في قوله: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ}[الزخرف:88]... إلى آخره: (لم يُعيَّن قائله)، ثُمَّ قال: (فكنت أظنُّه من جملة قول مجاهد، فلم أجده منقولًا عن مجاهد، ثُمَّ وجدت في كلام أبي عبيدة في «المجاز» نحوه، وهو كثير النقل عنه).
          قوله: (أَيْ: تُكَذِّبُونَ): هو بكسر الذال المشدَّدة.
          قوله: (ثُمَّ لَا تُعَاقَبُونَ): هو بضمِّ أوَّله، وفتح القاف، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: ({يَصِدُّونَ}[الزخرف:57]: يَضِجُّونَ): {يَصِدُّونَ} هنا بكسر الصاد، كذا هو مضبوط في أصلنا، وكذا رأيته في نسخة أخرى، وأخرى عراقيَّة، ويجوز ضمُّ الصاد أيضًا، قال الجوهريُّ: (وصَدَّ يصُدُّ ويصِدُّ صديدًا؛ أي: ضجَّ)، فـ{يَصِدُّونَ} هنا: إن شئت أن تكسر صاده، وإن شئت ضممتها؛ لأنَّهما بمعنًى، وهما قراءتان في السبع، قرأ نافع وابن عامر والكسائيُّ بالضمِّ، والباقون بالكسر، وأمَّا صدَّ؛ بمعنى: أعرض؛ فلا أستحضر فيه إلَّا الضمَّ في المستقبل، غير أنَّ فيه لغةً أخرى، يقال: أصَدَّه عن الأمر، ومعنى قوله تعالى: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}[الزخرف:57]؛ أي: يضحكون فرحًا بأنَّ النصارى عبدوا المسيح كما عبدوا الأوثان، وقيل: يعرضون؛ بمعنى: {يَصُدُّونَ}؛ بالضمِّ، وقيل: هما لغتان؛ نحو: شدَّه يشُدُّه ويشِدُّه، أو يقولون: ما يريد محمَّد منا إلَّا أن نتَّخذه إلهًا نعبده؛ كما عبدت النصارى المسيح، وقال شيخنا: ({يَصِدُّونَ}: يضِجُّون، بكسر الصاد، ومن قرأ بالضمِّ؛ فالمعنى: يُعرضون، وقال الكسائيُّ: هما لغتان بمعنًى، وأنكر بعضهم الضمَّ، وقال: لو كان مضمومًا؛ لكان (عنه)، ولم يكن {مِنْهُ}، وقيل: معنى {مِنْهُ}: من أجله، فلا إنكار في الضمِّ)، انتهى.
          قوله: ({مُبْرِمُونَ}[الزخرف:79]: مُجْمِعُونَ): هو بضمِّ الميم الأولى، وكسر الميم الثانية، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {إِنَّنِي بَرَاء}[الزخرف:26]) إلى آخره: قال بعض الحُفَّاظ المتأخِّرين: (هو قول أبي عبيدة في «المجاز» بمعناه).
          قوله: (الْبَرَاءُ وَالْخَلَاءُ): هما ممدودان، وفتح أوَّلهما، و(الخلاء): بالخاء المعجمة.
          قوله: (وَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ: ▬إِنَّنِي بَرِيءٌ↨؛ بِالْيَاءِ): (عبد الله) هذا: هو ابن مسعود، وهذه شاذَّةٌ؛ فاعلمه.


[1] زيد في (أ): (الكسائي)، وكذا في الموضع اللاحق، وليس بصحيح، انظر «السبعة» (ص589▒، «الحجة» ░6/159▒، «النشر» ░2/370▒.