التلقيح لفهم قارئ الصحيح

سورة النور

          قوله: ({مِنْ خِلَالِهِ}: مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ): قال بعضهم: («أضعاف»: مقحمة، ولهذا قال غيره: «من بين السحاب»)، والله أعلم.
          قوله: (يُقَالُ لِلْمُسْتَخْذِئ(1): مُذْعِنٌ): (المُستخذئ): بضمِّ الميم، ثُمَّ سين مهملة ساكنة، ثُمَّ مثنَّاة فوق مفتوحة، ثُمَّ خاء معجمة ساكنة، ثُمَّ ذال معجمة أيضًا مكسورة، ثُمَّ همزة، قال الجوهريُّ: (الكسائيُّ: خَذِئْتُ له، وخَذَأْتُ له _بالكسر والفتح_ خَذَاءً، وخَذْءًا، وخُذوءًا فيهما: خضعتُ، وكذلك استخذأتُ له، وأَخْذَأَهُ فلان؛ أي: ذلَّـله)، انتهى، وفي «القاموس»: (خَذَأَ له؛ كـ«مَنَعَ» و«فَرِحَ»، خَذْءًا، وخُذُوءًا، وخَذَأً: انخضع وانقاد؛ كاسْتَخْذَأَ، وأَخْذَأَهُ: ذلَّـله، والخَذَأُ: ضَعْفُ النَّفْسِ).
          قوله: ({أَشْتَاتًا} وَشَتَّى وَشَتَاتٌ وَشَتٌّ وَاحِدٌ): أي: كلُّه يرجع إلى معنى: التفرُّق، وليست كلُّها واحدًا إلَّا بهذا المعنى، وذلك لأنَّ (شَتاتًا) و(شَتًّا) مصدران، وأشتاتًا: واحدُهم شتٌّ وشتَّى، تقول: قومٌ شتَّى؛ أي: متفرِّقون، والله أعلم.
          قوله: (قَالَ ابْنُ عبَّاس: {سورة أَنزَلْنَاهَا}: بَيَّنَّاهَا): كذا في الأصول، والظاهر أنَّ (بيَّنَّاها) تفسير لـ{وَفَرَضْنَاهَا} المشدَّدة، وقد يدلُّ لذلك قوله بعده: (وَمَنْ قَالَ(2): {وَفَرَضْنَاهَا}: أَنْزَلْنَا فِيهَا فَرَائِضَ مُخْتَلِفَةً)، انتهى، وكذا فسَّر بعضهم المشدَّد بـ(بيَّنَّاها)، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ الْقُرْآنُ...) إلى آخره: قال بعض المتأخِّرين مِنَ الحُفَّاظ: (هو كلام أبي عُبَيدة أيضًا).
          قوله: (فَلَمَّا قُرِنَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ): (قُرِن): بضمِّ القاف(3)، وكسر الراء، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(بعضُها): مرفوع قائم مقام الفاعل.
          قوله: (أَيْ: مَا جُمِعَ فِيهِ): (جُمِع): بضمِّ الجيم، وكسر الميم، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (لِأَنَّهُ يَفْرُقُ(4) بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ): (يَفْرُقُ): بفتح أوله، وإسكان الفاء، وضمِّ الراء.
          قوله: (مَا قَرَأَتْ بِسَلًى قَطُّ؛ أَيْ: لَمْ تَجْمَعْ فِي بَطْنِهَا وَلَدًا): (قَرَأَت): بهمزة مفتوحة بعد الراء، و(سَلًى): بفتح السين المهملة، منوَّن، والسَّلى؛ مقصور: الجلدةُ الرَّقيقةُ التي يكون فيها الولد مِنَ المواشي إن نُزِعَت عن وجه الفصيل ساعة يولد، وإلَّا؛ قتلته، وقد تَقَدَّمت في (الطهارة) [خ¦240].
          قوله: (وَقَالَ: {وَفَرَّضْنَاهَا}: أَنْزَلْنَا فِيهَا فَرَائِضَ): {وَفَرَّضْنَاهَا}: بتشديد الراء، وقد قرأها بالتشديد ابنُ كثير وأبو عَمْرو، وقرأ الباقون مِنَ السبعة بتخفيفها.
          قوله: (قَرَأَ: {وَفَرَضْنَاهَا}): يعني: بالتخفيف، وقد تَقَدَّم أعلاه مَن قرأ به.
          قوله: (وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ)(5): هو سعد بن عِياضٍ الثُّماليُّ _بضمِّ الثاء المثلَّثة، وتخفيف الميم_ الكوفيُّ، يروي عَنِ ابن مسعود، وعنه: أبو إسحاق، ذكره ابن حِبَّان في «الثقات»، وكذا هو في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، ولفظه: (سعد بن عياض الثُّماليُّ، روى عَنِ النَّبيِّ صلعم: «أنَّه كان أشدَّ الناس بأسًا»، وهو مرسل، وهو تابعيٌّ، روى عَنِ ابن مسعود، روى عنه أبو إسحاق الهَمْدانيُّ، سمعتُ أبي يقول ذلك)، انتهى، أُخْرِج له في «أبي داود» و«النَّسائيِّ» والتِّرْمِذيِّ في «الشمائل»: (أنَّ النَّبيَّ صلعم سُمَّ في الذِّراع)، انفرد عنه أبو إسحاق، ذكره الذَّهبيُّ في «ميزانه»؛ لرواية واحدٍ عنه فقط، ولم يَذْكر فيه كلامًا لأحد، وقد علمتَ أنَّه في «ثقات ابن حبَّان»، وقد قال فيه: (إنَّه روى عنه أهلُ الكوفة)، وقال في (سعْد)؛ بحذف الياء: (إنَّه روى عنه أبو إسحاق).
          تنبيهٌ: قوله في «البُخاريِّ»: (سعد): هو بغير ياء، كذا هو في أصلنا الذي سمعنا منه على العراقيِّ، وفي أصلنا الدِّمَشْقيِّ: (سعيد)؛ بزيادة ياء، وقد ذكره بغير ياء الذَّهبيُّ في «تذهيبه»، و«كاشفه»، و«ميزانه»، وقد رأيتُه بإثبات الياء في «ثقات ابن حِبَّان»، ذكره في (سعد) وفي (سعيد)، وهذا شاهِدٌ لِما في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، ولم أرَ أنا فيه خلافًا في «المطالع»، ولا في «تقييد المهمل» لأبي عليٍّ الغسَّانيِّ، وكذا ذكره (سعد) _بغير ياء_ المِزِّيُّ، وقبله عبد الغنيِّ في «الكمال»، وكذا وقع في «أبي داود» في (الأطعمة) في حديثين، وفي «النَّسائيِّ» في (الوليمة)، وفي «الشمائل» للتِّرمذيِّ [خ¦169]: (سعد)؛ بغير ياء، وكذا ذكر سعدًا _في (باب سعد)؛ بغير ياء_ ابنُ عبد البَرِّ في «الاستيعاب»، وقال: (حديثُه مُرسَلٌ، ولا تَصِحُّ له صُحْبَةٌ، وإنَّما هو تابعيٌّ، يروي عَنِ ابن مسعود)، انتهى، وكذا ذكره شيخنا في «شرحه» فقال: («سعْد» مكبَّرًا)، والله أعلم.
          قوله: (الْمِشْكَاةُ: الْكُـَوَّةُِ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ): (الكَوَّة): تَقَدَّم أنَّها بفتح الكاف على المشهور، وقد حُكِيَت بالضمِّ، وقال الصدفيُّ عن بعض شيوخه عَنِ المعرِّيِّ: إنَّها بالفتح: غير نافذة، وبالضمِّ: نافذة، وضُعِّف [خ¦3022].


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (للمستخذي).
[2] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (وقال).
[3] في (أ): (الفاء)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[4] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (يُفَرِّق).
[5] كذا في (أ) و(ق) جاء هذا القول في آخر الآيات المشروحة، وهو في «اليونينيَّة» بعد قوله: (سُمِّيَ قرآنًا).