التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{والضحى}

          (سُورَةُ {وَالضُّحَى})... إِلَى آَخِر القُرْآنِ
          تنبيهٌ(1): اعلم أنَّه اختلف أهل الإقراء في لفظ التكبير إذا بلغ (والضحى)، فكان بعضهم يقول: الله أكبر، لا غير، ودليلهم على ذلك _كما قاله أبو عمرو الدانيُّ_ جميع الأحاديث الواردة بذلك من غير زيادة، قال: (كما حدَّثنا أبو الفتح شيخنا: حدَّثنا أبو الحسن المقرئ: حدَّثنا أحمد بن سَلْم: حدَّثنا الحسن بن مَخْلَد: حدَّثنا البَزِّيُّ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وقال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قُسْطَنْطِين، فلمَّا بلغت {وَالضُّحَى}[الضحى:1] قال: كبِّر حتى تختم مع خاتمة كلِّ سورة، فإنِّي قرأت على عبد الله بن كثير وأمرني بذلك، وأخبرني ابن كثير أنَّه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنَّه قرأ على عبد الله بن عبَّاس فأمره بذلك، وأخبره ابن عبَّاس أنَّه قرأ على أُبيِّ بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أنَّه قرأ على رسول الله صلعم فأمره بذلك.
          وكان آخرون يقولون: «لا إله إلا الله والله أكبر»، فيهلِّلون قبل التكبير، واستدلُّوا على صحَّة ذلك، واستدلوا على ذلك بما حدَّثَناه فارسٌ بن أحمد المقرئ: حدَّثنا عبد الباقي بن الحسن: حدَّثنا أحمد بن سَلْم الخُتَّليُّ وأحمد بن صالح قالا: حدَّثنا الحسن بن الحُبَاب قال: سألت البَزِّيَّ عن التكبير: كيف هو؟ فقال: لا إله إلا الله والله أكبر.
          قال أبو عمرو: وابن الحُبَاب هذا مِن الإتقان والضبط وصدق اللهجة بمكانٍ لا يجهله أحدٌ من علماء هذه الصنعة، وبهذا قرأت على أبي الفتح، وقرأت على غيره كما تَقَدَّم)، انتهى، فاعلم أن الذهبيَّ في «ميزانه» ذكر ترجمة البَزِّيِّ، وذكر فيها هذا الحديث في التكبير، ثُمَّ قال: (هذا حديث غريب، وهو مما أُنكِر على البَزِّيِّ، قال أبو حاتم: «هذا حديث منكرٌ»)، انتهى.
          قوله: (سَجَى: أَظْلَمَ وَسَكَنَ): قال بعض حفَّاظ العصر: (هذا كلام الفرَّاء).


[1] هذا التنبيه جاء مستدركًا في هامش (أ) قبل اسم السورة، ولعل موضعه هنا أولى.