التلقيح لفهم قارئ الصحيح

سورة الكهف

          قوله: (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَّقْرِضُهُمْ}: تَتْرُكُهُمْ، {وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ}(1): ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ): هذا كلُّه قولُ مجاهدٍ، وقد أخرجه ابن عُيَينة في «تفسيره» عَنِ ابن جُرَيج عنه، قاله شيخنا.
          قوله: ({وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ): هو بفتح الثاء والميم، قال شيخنا المؤلِّف: (هو مِن تتمَّة قول مجاهدٍ، _يعني قوله: «{تَّقْرِضُهُمْ}: تتركهم»، قال:_ وقد أخرجه ابن عُيَينة في «تفسيره» عَنِ ابن جُرَيج؛ يريد: بضمِّ الثاء والميم، قال: وكلُّ ما في القرآن مِن {ثُمُرٌ}؛ فهو المال)، وقوله: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}: قال أبو عَمْرو الدانيُّ في «التيسير»: (عاصم: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}، {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}؛ بفتح الثاء والميمِ فيهما، وأبو عَمْرو: بضمِّ الثاء وإسكان الميم، والباقون: بضمِّهما)، فعلى هذا يُقرَأُ قولُ الله في «البُخاريِّ»: {وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ}؛ بالضمِّ فيهما، ومَن قرأه بغير ذلك؛ فهو يُخطِئُ التفسيرَ؛ أعني: [أنَّ] مجاهدًا إنَّما فسَّر قراءة الباقينَ، والله أعلم.
          قوله: ({تَّزَاوَرُ}: تَمِيلُ، مِنَ الزَّوَرِ): هو بفتح الواو، و(الزَّوَر)؛ بالتحريك: المَيْلُ، و(الميَل)؛ أيضًا بالتحريك: ما كان خِلقةً.
          قوله: (آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَهُ): (آصد): بمدِّ الهمزة، وفتحِ الصاد.
          قوله: ({أَزْكَى}: أَكْثَرُ، وَيُقَالُ: أَحَلُّ): (أكثر): بالمثلَّثة، وكذا (أَكْثَرُ) الثانية، و(أحلُّ): بالمهملة(2).
          قوله: (رَيْعًا)؛ هو بفتح الراء، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ عين مهملة: الزيادة والنماء.
          قوله: ({وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ}: لَمْ تَنْقُصْ): هو بفتح التاء، وضمِّ القاف، وقد تَقَدَّم الكلام في (سورة الرعد) في (نقص)، وأنَّه لازمٌ ومتعدٍّ إلى واحد وإلى اثنين، وهو هنا متعدٍّ إلى واحد [خ¦65-6823].
          قوله: (كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ): أي: أسماءَ أصحابِ الكهف، وقد ذكرتُهم في قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ}[الكهف:9] مطوَّلًا؛ فانظرهم [خ¦60/53-5302]، وأمَّا عاملُهم؛ فلا أعرف اسمَه، والله أعلم.
          قوله: (فِي خِزَانَتِهِ): تَقَدَّم أنَّها بكسر الخاء، ولا تفتح [خ¦40/16-3619].
          قوله: (وَأَلَتْ تَئِلُ: تَنْجُو): (وَأَلَت): بعد الواو همزة مفتوحة، ثُمَّ لام مثلها، ثُمَّ تاء التأنيث الساكنة، و(تَئِل): بفتح المثنَّاة فوق، ثُمَّ همزة مكسورة، ثُمَّ لام، (والمَوْئِلُ): المَلْجَأُ، وكذا (المَوأَلة(3))؛ مثال: المهلَكة، وقد وَأَلَ إليه، يَئِل وَأْلًا وَوُؤُلًا؛ على (فُعُولٍ)؛ أي: لجأ، ووَاءَلَ منه؛ على (فاعَل)؛ أي: طلب النجاةَ، قال ابن قُرقُول: (قول البُخاريِّ: «وَأَلَ يَئِلُ؛ أي: نجا ينجو»، [قال بعضُهم]: صوابُه: لجأَ يلجأُ، قال القاضي: كلاهما صوابٌ، وما قاله البُخاريُّ صحيحٌ، قال في «الجمهرة»: «وَأَلَ يَئِل؛ إذا نجا، فهو وائل»؛ ومثلُه في «الغريبَين»، وبه سُمِّيَ الرجل وائلًا، وكذلك صحَّحنا هذا التفسيرَ على أبي الحُسَين بن سراج، وتقول: لا وَأَلْتُ [إنْ وَأَلْتَ]؛ أي: لا نجوتُ إن نجوتَ، وقال في «الغريبين»: «فوألْنا؛ أي: لجأنا»، وبهذا التفسيرِ فسَّر الكلمةَ صاحبُ «العين»، وبه فسَّر الآيةَ مكيٌّ لا غير، قال صاحبُ «الأفعال»: «وَأَلْتُ إلى الشيء: لجأتَ إليه، والمَوئِل: الملجأ، ولا وَأْلَ مِن كذا؛ أي: لا نجاء»)، انتهى. /
          قوله: ({مَوْئِلًا}: مَحْرِزًا): (المَحْرِز): بفتح الميم، وإسكان الحاء المهملة، ثُمَّ راء مكسورة، ثُمَّ زاي، وهذا ظاهرٌ.


[1] كذا في (أ) و«اليونينيَّة» وهامش (ق) من نسخة، ورواية (ق): ({ثَمَرٌ}).
[2] زيد في (أ): (المهملة)، وهو تكرار.
[3] في (أ): (الموئلة) بكسر الهمزة، ولعلَّ المثبت هو الصواب.