التلقيح لفهم قارئ الصحيح

سورة الفتح

          قوله: (السَّحَنَة): هي بالسين والحاء المهملتين المفتوحتين، وقد تُسكَّن الحاء، ثُمَّ نون مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، قال ابن قُرقُول: في (السين والحاء المهملتين): («السِّحْنة» بسكون الحاء وكسر السين، كذا قيَّده أبو ذرٍّ، وقيَّده الأصيليُّ وابن السكن بفتح السين والحاء معًا، وهذا هو الصواب عند أهل اللغة، وكذا حكاه صاحب «العين» وغيره، وقال ابن دريد وغيره: «السَّحَنة»: مفتوحة، ولا تُسكَّن، قال ابن قتيبة: العامَّة تُسكِّنه، وهي لين البشرة، والنعمة في المنظر، وقيل: الهيئة، وقيل: الحال، ويقال لها: السحناء، وعن اللحياني(1): السَّحْنة، والسُّحنة، والسَّحناء، وحكى الكسائيُّ: السَّحْنة، وحكاه أبو عبيد عن الفرَّاء، وعند القابسيِّ وعبدوس في تفسير {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم}[الفتح:29]: السجدة؛ يريد: أثرها في الوجه هو السِّيما، وعند النسفيِّ: «السُّحنة»)، انتهى لفظه.
          وفي «الصحاح»: (السَّحَنة؛ بالتحريك: الهَيئَة، وقد تُسكَّن، يقال: هؤلاء قوم حسنٌ سَحْنتهم، وكذلك السحناءُ، يقال: إنَّه لحسن السحناء، وكان الفرَّاء يقول: السَّحَناء والتَّأَداء بالتحريك)، قال أبو عبيد: (ولم أسمع أحدًا يقولهما بالتحريك غيره، وقال ابن كيسان: إنَّما حرَّكنا لمكان حرف الحلق)، وفي «النِّهاية»: (السَّحنة: وهي بشرة الوجه وهيأته وحاله، وهي مفتوحة السين، وقد تُكسَر، ويقال فيها: السحناء أيضًا بالمدِّ) انتهى.
          قوله: (وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ): (منصور) هذا: هو ابن المعتمر، تَقَدَّم مِرارًا.
          قوله: ({شَطْأَهُ}[الفتح:29]: فِرَاخَهُ): هو بكسر الفاء، وبالراء، وبعد الألف خاء معجمة، ثُمَّ هاء الضمير، جمع (فرخ)، وجمع شَطْءٍ: أشطاءٌ، قاله الجوهريُّ مقتصرًا عليه، وفي «القاموس»: (الشطء: فراخ النخل والزرع، أو ورقه، «ج» _يعني: الجمع_: شُطُوْء، وشَطَأَ؛ كـ«منع» شطْأً وشطُوءًا: أخرجها، ومن الشجر: ما خرج حول أصله، «ج» _يعني: الجمع_: أشطؤ وأشطاء: أخرجها) انتهى. /
          قوله: ({دَائِرَةُ السَّوْءِ}[الفتح:6]؛ كَقَوْلِكَ: رَجُلُ السَّوْءِ): الثانية بالفتح، قال الجوهريُّ: (سَاءه يسوءُه سَوْءًا؛ بالفتح، ومَساءةً ومسايأة: نقيض سرَّه، والاسم: السُّوء، وقرئ: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}[الفتح:6]؛ يعني: الهزيمةَ والشرَّ، ومَن فتح؛ فهو من (المَسَاءة)، وتقول: هذا رجل سَوءٍ؛ بالإضافة، ثُمَّ تدخل عليه الألف واللام، فتقول: هذا رجل السَّوء، وأنشد بيتًا للفرزدق، ثُمَّ قال: قال الأخفش: ولا يقال: الرجل السُّوء، ويقال: الحقُّ اليقين وحقُّ اليقين جميعًا؛ لأنَّ السَّوءَ ليس بالرجل، واليقين: هو الحقُّ، قال: ولا يقال: هذا رجل السُّوء؛ بالضمِّ)، انتهى.


[1] في (أ) ونسخة من «المطالع»: (الجياني)، والمثبت من المطبوع.