مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من لم يرق

          ░42▒ باب من لم يرق
          فيه حديث ابن عباس السالف في الذين لا يتطيرون ولا يسترقون، وفي إسناده حصين بن نمير الواسطي انفرد به (خ).
          قال والدي ⌂:
          (باب رقية النبي صلعم).
          قوله: (عبد العزيز) بن صهيب و(ثابت) ضد الزائل (البناني) بضم الموحدة وخفة النون الأولى و(أبو حمزة) بالمهملة والزاي كنية أنس و(اشتكيت) أي: مرضت و(أرقيك) بفتح الهمزة و(البأس) الشدة والعذاب و(شفاء) منصوب بقوله اشف و(لا يغادر) أي: لا يترك.
          و(عمرو بن علي) بن بحر ضد: البر، ابن كنيز بفتح الكاف وكسر النون وبالزاي و(يحيى) أي: القطان و(سفيان) أي: الثوري و(سليمان) أي: الأعمش و(مسلم) بكسر اللام الخفيفة إما ابن صبيح مصغر الصبح، وإما ابن عمران لأنه يروي عنهما وهما شيخان لسليمان، وبهذا الاحتمال لا يقدح في الإسناد؛ لأن كلا منهما بشرط (خ) و(منصور) هو ابن المعتمر و(إبراهيم) النخعي قيل معنى مسحه موضع الوجع بيده في الرقية أنه تفاؤل لذهاب الوجع.
          قوله: (أحمد بن أبي رجاء) ضد: الخوف واسمه عبد الله الهروي الحنفي مات بهراة، وفي بعضها ابن رجاء بدون الأب وهو مشهور و(النضر) بسكون المعجمة ابن شميل بضم المعجمة و(يرقي) بكسر القاف و(امسح) أي: اقطع و(سفيان) أي: ابن عيينة و(عبد ربه) بإضافة العبد إلى الرب وإضافة الرب إلى ضمير العبد ابن سعيد الأنصاري و(عمرة) بفتح المهملة وتسكين الميم بنت عبد الرحمن التابعية.
          قوله: (تربة) خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذه تربة أو هذا المريض، وفي بعضها يسعى بها فهو مبتدأ ويسعى بها خبره. التوربشتي: الذي يسبق إلى الفهم أن التربة إشارة إلى فطرة آدم والريقة إلى النطفة فكأنه يتضرع بلسان الحال إنك اخترعت الأصل الأول / من الطين ثم أبدعت(1) بنيه من ماء مهين فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته(2). القاضي البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن الريق له مدخل في النضج وتبديل المزاج وأن تراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع المضرات، ولهذا ذكر في تدبير المسافرين أن المسافر ينبغي أن يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها حتى إذا ورد إلى المياه المختلفة جعل شيئاً منه في سقائه ليأمن مضرته هذا، ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها.
          النووي: قيل المراد بأرضنا أرض المدينة خاصة لبركتها، ومن بعضنا نفس رسول الله صلعم لشرف ريقه المبارك.
          قوله: (صدقة) أخت الزكاة و(خالد بن مخلد) بفتح الميم واللام وسكون المعجمة بينهما و(سليمان) هو ابن بلال و(أبو سلمة) بفتح اللام ابن عبد الرحمن بن عوف و(أبو قتادة) بفتح القاف وخفة الفوقانية وبالمهملة الحارث الأنصاري و(الرؤيا) أي: الصالحة و(الحلم) بضم اللام وسكونها؛ أي: الرؤيا المكروهة، يريد: أن الصالحة بشارة من الله تعالى يبشر بها عبده ليحسن بها ظنه ويكثر عليها شكره، وأن الكاذبة هي التي يريها الشيطان الإنسان ليحزنه فيسوء ظنه بربه، ويقل حظه من الشكر ولذلك أمره أن يبصق ويتعوذ من شره، كأنه يقصد به طرد الشيطان.
          قوله: (يتعوذ) بالجزم و(ما هو إلا أن سمعت) أي: ما الشأن إلا سماعي، قال المازري: بكسر الزاي وبالراء: حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات، فإن كان ذلك الاعتقاد علامة على الخير كان خلقه بغير حضرة الشيطان، وإن كان على الشر فهو بحضرته فنسب إلى الشيطان مجازاً إذ لا فعل له حقيقة، إذ الكل خلق الله تعالى، وقيل: أضيف المحبوبة إلى الله تعالى إضافة تشريف بخلاف المكروهة وإن كان بخلق الله.
          وأمر بالنفث ثلاثاً طرداً للشيطان وتحقيراً له واستقذاراً، فإن قلت: ما وجه تعلقه بالترجمة إذ ليس فيه ذكر الرقية؟ قلت التعوذ هو الرقية.
          قوله: (عبد العزيز الأويسي) مصغر الأوس بالهمز والواو والمهملة و(المعوذتين) بكسر الواو.
          قوله: (أبو عوانة) بفتح المهملة وخفة الواو وبالنون الوضاح و(أبو بشر) بسكون المعجمة جعفر و(أبو المتوكل) علي و(أبو سعيد) هو سعد الخدري و(سافروها) أي: سافروا تلك السفرة و(بعضهم) هو أبو سعيد الخدري و(نشط) قيل صوابه أنشط، الجوهري: أنشطته؛ أي: حللته، ونشطته؛ أي: عقدته و(العقال) بكسر المهملة وبالقاف الحبل الذي يشد به و(القلبة) بالقاف واللام والموحدة المفتوحات، علة يقلب لها فتنظر إليه.
          قوله: (فقال الذي رقاه) فإن قلت: تقدم آنفاً أن الكارهين المانعين أصحابه لا هو؟ قلت: ذلك في الأخذ، وأما الراقي فهو مانع للقسمة لا للأخذ، أو هم كرهوا أولاً وهذا آخراً، وهذه القسمة من باب المروءات والتبرعات وإلا فهو ملك الراقي مختص به، وإنما قال صلعم: اضربوا تطييباً لقلوبهم ومبالغة في تعريفهم أنه حلال.
          قوله: (عبد الله بن أبي شيبة) ضد الشباب و(أذهب البأس) مفعول قول مقدر و(المسح) القطع وفائدته التفاؤل بانقطاع الوجع.
          قوله: (يرقي) بكسر القاف و(عبد الله الجعفي) بضم الجيم وإسكان المهملة وبالفاء و(هشام) أي ابن يوسف و(المعوذات) أي: الإخلاص والمعوذتان إذ أقل الجمع اثنان مر قريباً.
          قوله: (من لم يرق) بلفظ المعروف والمجهول و(حصين) بتصغير الحصن بالمهملتين والنون ابن نمير بضم النون / الواسطي الضرير وشيخه أيضاً حصين بن عبد الرحمن الكوفي، وكلمة (معه) في هذه المواضع جاء بالواو وبدونها و(عكاشة) بضم المهملة وشدة الكاف وخفتها وبالمعجمة (ابن محصن) بكسر الميم وإسكان المهملة الأولى وفتح الثانية وبالنون، مر الحديث في باب من اكتوى.
          الزركشي:
          (ألا أرقيك) بفتح الهمزة.
          (لا شفاء) مبني مع ((لا)) على الفتح، والخبر محذوف؛ أي: لا شفاء لنا.
          (إلا شفاؤك) مرفوع بدلاً من موضع ((لا شفاء)) ومثله: لا إله إلا الله.
          (شفاء) بالنصب مصدر: اشف، وبالرفع ابتداء؛ أي: هو شفاء.
          (لا يغادر) أي: لا يترك.
          (سقماً) بفتح السين وإسكان القاف، وبفتحهما لغتان.
          (تربة أرضنا) جملة الأرض، وقيل: المدينة خاصة لبركتها.
          (والريقة) أقل من الريق، ومعناه: أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على موضع الجرح أو الألم، ويقول هذا الكلام في حال المسح.
          (الحلم) بضم اللام وسكونها.
          (فلينفث) بكسر الفاء.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: اختلف الأطباء أن الهضوم أربعة أو خمسة مطابقة بقول خمسة أولها في الفم ويستدلون بالحنطة الممضوغة أنها تنضح الدماميل إذا وضعت الحنطة الممضوغة عليها بخلاف المدقوقة فإنها لا تؤثر في الدمامل، فعلم أن للفم ويضعه باختلاط الريق حصل للحنطة كيفية مؤثرة في الدماميل بإنضاحها، وأيضاً الريق ينفخ إذا لطخ على القوباء وله منافع كثيرة والهضم الثاني في المعدة الثالث في الكبد والرابع في العروق والخامس في الأعضاء فهذه خمسة هضوم تحصل للغذاء)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: إذا كان قوله يصلح الشفاء كما قال لأم أيمن لما شربته إذا لا ينجع بطنك بريقه الشريف الطاهر من باب أول أن يحصل به الشفاء مع العلم بطهارة فضلاته ◙، وهذا تأكيد وتأييد لما قاله النووي)).