مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: إذا وقع الذباب في الإناء

          ░58▒ باب إذا وقع الذباب في الإناء
          فيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم)) الحديث سلف في بدء الخلق، وهو يتأول على وجهين:
          1- حمله على ظاهره، وهو أن يكون في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء، كما قال ◙، فيذهب الداء بغمسه ويحدث في الغمس دواء الداء الذي في الجناح الواقع أولاً، وفي (د) وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان: ((وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء)).
          2- يكون الداء ما يحدث في نفس الآكل من التقزز والتقذر والنكير للطعام إذا وقع فيه الذباب، والدواء الذي في الجناح الآخر رفع التقزز والنكير يغمسه كله في الطعام وقلة المبالاة بوقوعه فيه؛ لأن الذباب لا نفس لها سائلة وليس فيه دم يخشى منه إفساد الطعام فلا معنى لتقذره، والله أعلم بما أراد الشارع من ذلك.
          وفيه أيضاً أنه إذا وقع في الماء لا ينجسه، وهو مشهور مذهبنا لا كما أورده ابن التين عليه.
          قال الخطابي: قد أنكر هذا من لا يثبت إلا ما أدركه الحس والمشاهدة، وكيف أنكر هذا صاحب هذه المقالة والنحلة جمع الله في جوفها شفاء وسما، فتعسل من أعلاها وتسم من أسفلها، وقد يدخل الذباب في بعض أدوية النحل، وقد يؤمر من عضه الكلب الكلب بستر وجهه عن الذباب، فإنه إن وقع عليه أسرع في هلاكه فهذا يدلك على اجتماع الداء والدواء معاً.
          واحد الذباب: ذبابة، ولا تقل: ذبانة، وجمع القلة: أذبة. والكثير: ذبان، كغراب وأغربة وغربان / .
          قال والدي ⌂:
          (باب الدواء بالعجوة) بفتح المهملة وإسكان الجيم، ضرب من أجود التمر بالمدينة.
          قوله: (علي) في بعض النسخ علي بن سلمة بفتح اللام اللبقي بالموحدة المفتوحة وبالقاف و(مروان) هو ابن معاوية الفزاري بفتح الفاء وخفة الزاي وبالراء و(هاشم) هو ابن هاشم بن عتبة بسكون الفوقانية وبالموحدة ابن أبي وقاص و(عامر) هو ابن سعد بن أبي وقاص و(اصطبح) أي أكل في الصباح. وقال (خ): قال غير على سبع تمرات بالتصريح بلفظ السبع و(أبو أسامة) هو حماد.
          قوله: (لا هامة) بتخفيف الميم؛ أي: لا تشاءم بالبومة أو لا حياة لهامة الموتى وكانوا يزعمون أن عظم الميت يصير هامة ويحيى ويطير و(لا صفر) أي: لا حية في البطن تعدى إلى الغير أولاً نسيء في الأشهر ومر قريباً وجوه أخر مع شرح الحديث.
          قوله: (ممرض) بفاعل الأمراض صاحب الماشية المريضة يقال: أمرض الرجل إذا وقع في ماله العاهة و(المصح) صاحب الماشية الصحيحة ومفعول يورد محذوف؛ أي: ماشيته و(الحديث الأول) هو لا عدوى وفي بعضها حديث الأول نحو مسجد الجامع و(رطن) أي: تكلم بالعجمية أي: تكلم بما لا يفهم وأما التوفيق بين الحديثين فقال الخطابي: النهي إنما جاء في الأدواء التي تشتد رائحتها وينضح منها نطف فإذا تبركت الإبل في مبارك المرض علقت بها تلك النطف وسرت روائحها المجروبين فيمن يساكنها ويطول مقامه معها فيكون منها ظهور تلك الأدواء فيتضرر بمجاورته.
          وفيه وجه آخر وهو أن يكون لها نهي عن ذلك لكي إن كان في علم الله وقدره أن الصحاح تجرب لم يظن أن جرب المرضى هو الذي أعداها.
          وقال ابن بطال: لا عدوى إعلام بأنها لا حقيقة له، وأما النهي فلئلا يتوهم المصح أن مرضها حدث من أجل ورود المرض عليها فيكون داخلاً بتوهمه ذلك في تصحيح ما أبطله النبي صلعم من العدوى.
          وقال النووي: المراد بقوله لا عدوى نفي ما كانوا يعتقدونه أن المرض يعدي بطبعه ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدرة الله وفعله وبقوله لا يورد الإرشاد إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله وقدره وقيل: النهي ليس للعدوى بل للتأذي بالرائحة الكريهة ونحوه.
          قوله: (نسي) فإن قلت: تقدم في باب حفظ العلم أن أبا هريرة قال فما نسيت شيئاً بعده أي بعد بسط الرداء بين يدي رسول الله صلعم؟ قلت: هو قال ما رأيته نسي ولا يلزم من رؤيته النسيان نسيانه.
          قال في صحيح (م) بهذه العبارة لا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر.
          قوله: (سعيد بن عفير) مصغر العفر بالمهملة والفاء والراء و(حمزة) بالمهملة والزاي أخو سالم و(الطيرة) التشاؤم مر تحقيقه آنفاً و(سنان بن أبي سنان) بكسر المهملة وخفة النون الأولى في اللفظين الدؤلي بضم المهملة وفتح الهمزة وسبق مع الحديث في باب لا صفر قريباً.
          قوله: (محمد بن بشار) بإعجام الشين و(الطيرة) في الشر والفأل في الخير.
          قوله: (سم) بالحركات الثلاث و(سعيد) هو المقبري و(صادقي) بتشديد الياء وفي بعضها صادقوني بالنون في المواضع الثلاثة.
          فإن قلت: ما هذه النون إذ نون الجمع تسقط بالإضافة وليس محل نون الوقاية؟ قلت: قد يلحق نون الوقاية اسم الفاعل وأفعل التفضيل.
          قال ابن / مالك: في الشواهد مقتضى الدليل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم ليقيها جفاء الإعراب فلما منعوها ذلك كان كأصل متروك فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة لمشابهة الفعل.
          ومنه الحديث فهل أنتم صادقوني ولما كان أفعل التفضيل شبيه بفعل التعجب اتصلت به النون في قول النبي صلعم ((غير الدجال أخوفني عليكم)) والأصل فيه أخوف مخوفاتي عليكم فحذف المضاف إلى الياء وأقيمت هي مقامه فاتصل أخوف بها مقرونة بالنون.
          قوله: (بررت) بكسر الراء الأولى و(تخلفونا) بالإدغام والفك و(اخسؤا) من خسأت الكلب أي: طردته وخسأ الكلب بنفسه يتعدى ولا يتعدى.
          فإن قلت: قد يدخل بعض عصاة أهل الإسلام فيها بعدهم؟ قلت: هم مخلدون فيها وأما العصاة الإسلامية فيخرجون منها عاقبة الأمر فلا خلافة قط.
          واسم المرأة التي جعلت السم في الشاة زينب وفي الحديث معجزة لرسول الله صلعم.
          قوله: (ما يخاف) عطف على السم لا على الضمير المجرور وفي بعضها بما يخاف فيجوز العطف عليه لإعادة الجار و(خالد) ابن الحارث البصري و(سليمان) أي: الأعمش و(ذكوان) بفتح المعجمة وبالواو أبو صالح و(تردى) إذا سقط في البئر و(تحسى) بالمهملتين إذا حساه بمهملة نحو تجرعه و(يجأ) من الوجأ بالهمز، وهو الضرب بالسكين وهذه العقوبات من جنس الأعمال.
          فإن قلت: المؤمن لا يبقى خالداً في النار؟ قلت: إما القتل بمستحل القتل وإما الخلود بالمكث الطويل جمعاً بين الأدلة.
          و(جهنم) اسم لنار الآخرة غير منصرف إما للعجمة والعلمية، وإما للتأنيث والعلمية.
          قوله (محمد) أي: ابن سلام و(أحمد بن بشير) بفتح الموحدة ضد النذير أبو بكر مولى أبي عمرو المخزومي و(لم يضره) فيه فضيلة عجوة المدينة وقيل عام لكل عجوة وأما السر فيه وفي تخصيص السبع فهو من الأمور التي علمها الشارع فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها الحكمة فيه كإعداد الركعات ونصب الزكوات.
          قوله: (أبو إدريس) هو عائذ الله بفاعل العوذ بالمهملة والواو والمعجمة الخولاني بفتح المعجمة وسكون الواو وبالنون و(أبو ثعلبة) بلفظ الحيوان المشهور(1) (الخشني) بضم المعجمة الأولى وفتح الثانية وبالنون والأكثر على أن اسمه جرهم بالجيم والراء.
          قوله: (يتوضأ) أي: من ألبان الإبل وهو نوع من تنازع الفعلين فيه و(بها) أي: بأبوال الإبل.
          فإن قلت: علم من الجواب جواز التداوي بلبن الإبل فما المفهوم من جواب الآخرين؟ قلت: حرمة لبن الأتان من جهة حرمة لحمه؛ لأن اللبن متولد من اللحم، وحرمة مرارة السبع إذ لفظ الحديث عام في جميع أجزائه، ويحتمل أن يكون غرضه أنه ليس لنا نص فيهما ولا يعرف حكمهما.
          قوله: (عتبة) بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة ابن مسلم بكسر اللام الخفيفة مولى بني تيم بفتح الفوقانية وتسكين التحتانية و(عبيد) مصغر ضد الحر ابن حنين بضم المهملة وفتح النون الأولى مولى بني زريق تصغير الزرق بالزاي والراء والقاف وقيل: مولى زيد بن الخطاب.
          قوله: (ليغمسه) بكسر الميم وهذا ظاهر فيما إذا كان عند الغمس حيًّا، وجاء في بعض / الروايات أنه يقدم السم ويؤخر الشفاء وفي المخلوقات مثله كثير كالعقرب تهيج الداء بإبرتها ويتداوى من ذلك بجرمها(2)، الخطابي: هذا مما ينكره من لم يشرح الله قلبه بنور المعرفة ولم لا يتعجب من النحلة جمع الله فيها الشفاء والسم معاً فتعسل من أعلاها وتسم من أسفلها بحمتها والحية سمها قاتل ولحمها مما يستشفى به من الترياق الأكبر من سمها فريقها داء ولحمها دواء، ولا حاجة لها مع قول رسول الله صلعم الصادق المصدوق إلى النظائر وأقوال أهل الطب الذين ما وصلوا إلى علمهم إلا بالتجربة والتجربة حظر.
          وقال ابن بطال: يجوز حمله على ظاهره ويحتمل أن يكون المراد ما يحدث في نفس الآكل من التقزز للطعام إذا وقع والدواء الذي في الجناح الآخر يرفع التضرر بغمسه فيه وقلة المبالاة بوقوعه فيه؛ لأن الذبابة لا نفس لها سائلة وليس فيه دم يخشى منه إفساد الطعام فلا معنى للتقزز عنه.
          الزركشي:
          (فما بال الإبل تكون في الرمل لكأنها الظباء إلى آخره)، اللام في ((لكأنها)) زائد، وكذا رواه في باب ((لا صفر)) فقال: ((كأنها)).
          (لا يوردن) بكسر الراء.
          (ممرض) بإسكان الميم الثانية وكسر الراء.
          (على مصح) بكسر الصاد، ومفعول ((يورد)) محذوف؛ أي: لا يورد إبله المراض، فالممرض صاحب الإبل المراض، والمصح صاحب الإبل الصحاح؛ لأنه ربما أصابها المرض بقدر الله تعالى لا بطبعها، فيحصل لصاحبها ضرر، وربما اعتقد العدوى بطبعها فيكفر، وقيل: ((لا يورد)) منسوخ بـ((لا عدوى)).
          وليس بينهما تناف ولكن نفي العدوى، وهي اعتقاد كون بعض الأمراض تفعل في غيرها بطبيعتها ولم ينف أنه سبب بخلق الباري، ونهى أن يورد الممرض على المصح لئلا يمرض من الصحاح من قبل الله.
          (الرطانة) كلام لا يفهم، ويخص بذلك كلام العجم.
          (الطيرة) بكسر الطاء وفتح الباء بوزن الخيرة وقد تسكن.
          (فهل أنتم صادقوني) قال ابن مالك: كذا في ثلاثة مواضع من أكثر النسخ بالنون، ومقتضى الدليل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعروفة المضافة إلى ياء المتكلم لتقيها خفاء الإعراب، فلما منعوها ذلك كان كأصل متروك فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل، ومنه هذا الحديث، وروي: ((صادقي)) بتشديد الياء.
          (باب شرب السم والدواء به) ومما يخاف منه والخبيث ثبتت هذه اللفظة عند القابسي، وسقطت لغيرهما، وذكرها (ت) في الحديث بلفظ: ((ونهى النبي صلعم عن الدواء الخبيث))، قال أبو عيسى: يعني: السم.
          (يجأ بها في بطنه) قال صاحب ((الأفعال)): وجأت البعير طعنت منحره.
          (الأتن) بضم الهمزة والمثناة جمع كثرة للأتان وهي الأنثى من الحمير، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قال الكمال الدميري في ((حياة الحيوان)) في الذباب: إنما سمي ذباباً لكثرة حركته واضطرابه لأنه كل ما ذب أب، وكنيته: أبو جعفر وأبو حليم وأبو الحدرس، وفي ((مسند أبي يعلى الموصلي)) أن النبي صلعم قال: ((الذباب في النار إلا النحل)).
          قال: وكان مجاهد يكره قتل النحل ورواه الحافظ أبو يعلى وغيره بلفظ عمر الذباب أربعون يوماً والذباب في النار قيل: كونه في النار ليس بعذاب له وإنما ليعذب الله به أهل النار بوقوعه عليهم، والذباب أجهل الخلق لأنه يلقي نفسه في المهلكة.
          قال الجوهري: يقال ليس شيء من الطيور بلغ إلا الذباب وهو أصناف كثيرة متولدة من العفونة / لم يخلق لها أجفان لصغر أحداقها ومن شأن الأجفان أن تصقل مرآة الحدقة من الغبار فجعل الله تعالى لها يدين تصقل بهما مرآة حدقته فلهذا نرى الذباب أبداً يمسح عينيه بيديه.
          وذكر الحديث السالف ونقل الكلام الخطابي وقال قد تكلم على هذا الحديث من لا خلاق له إلى آخره، وأن الذي ألهم النحل أن يتخذ البيت العجيب الصنعة وأن يعسل فيه، وألهم الذرة أن تكسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحاً وتؤخر جناحاً لما أراد الله من الابتلاء الذي هو مضمار التكليف وله في كل شيء حكمة وعنوان، انتهى.
          وقال: كيف يجمع الداء مع الشفاء في جناحي الذبابة وكيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء، وما أداها إلى ذلك وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، فإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي أشياء متضادة وقد ألف الله سبحانه بينها وقهرها على الإجماع تحديد أن لا يعلو اجتماع الداء والدواء.
          قيل: وقد تأملت فوجدته يتقي بجناحه الأيسر وهو مناسب للداء كما أن الأيمن مناسب للدواء، والعرب تجعل الذباب والفراش والنحل والدبر كلها من الذباب، وجالينوس قال: إنه ألوان فللإبل ذباب وللبقر ذباب، وأصله: دود صغار يخرج من أبدانهن فتصير ذباباً وزنابير وذباب الناس يتولد من الزبل ويكثر الذباب إذا هاجت ريح الجنوب ويخلق في تلك الساعة وإذا هاجت ريح الشمال خف وتلاشى وهو من ذوات الخراطيم كالبعوض.
          ومن عجيب أمره أنه يلقي رحيقه على الأبيض أسود وعلى الأسود أبيض ولا يقع على شجرة اليقطين، ولذلك أنبتها الله تعالى على يونس ◙؛ لأنه حين خرج من بطن الحوت لو وقعت عليه ذبابة لآلمته فمنع الله عنه الذباب لذلك، فلم تزل كذلك حتى تصلب جسمه ولا تظهر كثيراً إلا في الأماكن العفنة ومبدأ خلقه منها، ثم من السفاد وربما بقي الذكر على الأنثى عامة يومه وهو من الحيوانات الشمسية؛ لأنه يخفي شتاءً ويظهر صيفاً، وما أحسن قول أبي العلاء المعري:
يا طالب الرزق ألهمني بقوة                     هيهات أنت بباطل مشعوف
رعت الأسود بقوة جيف العلا                     ورعى الذباب الشهد وهو ضعيف
          حدث يحيى بن معاذ أن أبا جعفر المنصور كان جالساً فألح على وجهه الذباب حتى أضجره فقال انظروا من بالباب فقالوا مقاتل بن سليمان فقال علي به فلما دخل عليه قال هل تعلم لماذا خلق الله الذباب قال: نعم قال: لتذل به الجبابرة فسكت المنصور.
          وفي ((مناقب الشافعي)) أن المأمون سأله فقال لأي علة خلق الله الذباب؟ فقال: مذلة للملوك فضحك وقال: رأيته قد سقط على جسدي قال: نعم ولقد سألتني عنه يوماً وما عندي جواب فلما رأيته قد سقط منك بموضع لا يناله منك أحد فتح لي فيه بالجواب فقال لله درك.
          وفي ((شفاء الصدور)) وما فتح ابن النجار مسنداً أن النبي صلعم كان لا يقع على جسده ولا ثيابه ذباب أصلاً صلعم.
          وقعد مقاتل يوماً وأسند ظهره إلى القبلة وقال: سلوني عما دون العرش حتى أخبركم؟ فقال له رجل الذرة معاءها في مقدمها أم مؤخرها، فبقي لا يدري ما يقول.
          قال الحافظ: إذا ضرب اللبن بالكندس ونصح في البيت لم يدخله ذباب، انتهى كلام الدميري.
          أقول: وذكر أن قتادة بن دعامة السدوي ورد الكوفة فجلس مجلساً وقال: سلوني عما شئتم وكان أبو حنيفة إذ ذاك شابًّا فقال: سلوه عن كلب أصحاب الكهف ما كان آخرته فلم يدري ما يقول فقال: سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكراً أم أنثى؟ فلم يدر ما يقول قاله الزمخشري / في ((الكشاف)) ومدح أبا حنيفة بذلك.
          أقول: وفيه نظر قد نبهت عليه في مناقب أبي حنيفة حين ذكر هذه القصة.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قال ابن منده في ((الصحابة)) اسمه: لاشر بن حمير وقيل جرثوم وجرثومة)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: ومثله لحم الأفعى يتداوى به من سمه إذا عمل منه ترياق)).