مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدواء بألبان الإبل

          ░5▒ باب الدواء بألبان الإبل
          فيه حديث العرنيين السالف في الطهارة وغيرها.
          ثم ترجم له باب: الدواء بأبوال الإبل، وذكره أيضاً.
          وذكر الخطيب في ((الفصل للوصل)) أن حميد بن أبي حميد الذي أشار (خ) إلى متابعته في كتاب الطهارة رواه عن أنس من غير قوله: ((وأبوالها)) فإنه رواها عن قتادة عن أنس كما هنا. قال: ووقع في بعض الأحاديث الباطلة من حديث أبي هريرة أن الله عاتبه لما قطع أيديهم وسمل أعينهم بالنار، فأنزل: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ} الآيات [المائدة:33].
          وذكر أبو نعيم في [((طبه))] أنه ◙ قال: ((عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها)) وأخذ أصحابنا من هذا الحديث التداوي بالنجاسات.
          وعند مالك: أن أبوال الإبل طاهرة، وكذا كل ما يؤكل لحمه، قيل له: فأبوال الخيل؟ قال: لا خير فيه. قيل له: تحلب فتبول في اللبن؟ قال: أرجو أن لا يكون بذلك بأس.
          والقول الصحيح في ذلك قول من شهدت له السنة الثابتة.
          قوله: (كان بهم سقم) هو بضم السين وفتحها مثل حزن وحزن ومعنى: (يكدم الأرض بلسانه) يلعقها من شدة العطش وألم الجراح، يقال: كدم يكدم إذا عض ناتئ الفم.
          قوله: (فقال: سلام) يعني: ابن مسكين.
          ومعنى (اجتووا المدينة) كرهوها واستوخموها واستوبلوها لمرض أصابهم فيها وقد جاء مفسراً.
          وفرق بعضهم بين اجتووا واستوخموا فجعل اجتووا: كرهوا الموضع وإن وافق / واستوبلوا: إذا لم يوافق وإن أحبه، يقال: وبل الموضع بالضم وبلاً ووبالاً فهو: وبيل؛ أي: وخيم.
          و(صلحت) بفتح اللام قال الجوهري: يقول صلح الشيء يصلح صلوحاً، وحكى الفراء الضم.
          قوله: (سمر أعينهم) هو بالتخفيف؛ أي: كحلها بالمسمار المحماة، يقال: سمرت الشيء تسميراً وسمرت أيضاً، وسمل باللام؛ أي: فقأها بالشوك، وقيل بالحديدة المحماة تدنى من العين حتى يذهب بصرها.
          قوله: (أن ذلك قبل أن تنزل الحدود) يريد: حد المحارب، والذي فعله الشارع بهم هو كان الحد ثم نسخ بالقرآن، وقيل: إنهم فعلهم بالراعي مثل ذلك فعوقبوا بمثل ما عاقبوه. وسلف في الطهارة.