مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب التلبينة للمريض

          ░8▒ باب التلبينة للمريض
          فيه حديث عائشة أنها كانت تأمر بالتلبين الحديث سلف في الأطعمة وترجم عليه: باب التلبين، وسلف بيانها.
          ومعنى (تجم): تريح، وقيل: تجمع وتكمل صلاحه ونشاطه.
          قال ابن بطال: ويروى (تخم)، ومعناه: تنقي، والمخمة: المكنسة، ومنه قوله ◙ حين سئل: أي المؤمن أفضل؟ قال: ((الصادق اللسان المخموم القلب)) قيل: قد عرفنا الصادق اللسان، فمن المخموم القلب؟ قال: ((الذي لا غل فيه ولا حسد))، ومن روى: (تجم)، بالجيم فمعناه قريب من هذا، وهو من خفة النفس ونشاطها، والجمام: الراحة، بالفتح، تقول العرب: جم الفرس يجم ويجم جماماً، وأجم: إذا ترك ولم يبرك ولم يتعب. وعبارة ابن التين: إذا ترك أن يركب على ما لم يسم فاعله وجم، ويقال: اجمم نفسك يوماً أو يومين.
          وقال الداودي في التلبينة: أن يؤخذ العجين غير خمير، فيخرج ماؤه ويجعل به حسواً، وهي تفعل هذا؛ لأنها لباب لا يخالطه شيء، فهي كثيرة النفع على قلتها. قال: وتجم: تمسك وتذهب ألم الجوع.
          قال: وفي هذا أن الجوع يزيد الحزن، وأن ذهابه يذهب ببعضه.
          قوله: (هو البغيض النافع) كانوا يبغضون ذلك؛ لأن الدواء يبغضه المريض، يقال: أبغضت الشيء فهو مبغض. وفي رواية الشيخ أبي الحسن: النغيض، بالنون، ولا أعلم له وجهاً.