مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب النفث في الرقية

          ░39▒ باب النفث في الرقية
          فيه أحاديث:
          1- حديث أبي قتادة الحارث بن ربعي، وسيأتي في باب التعبير، وأخرجه (م) والأربعة.
          2- حديث عائشة: كان ◙ إذا أوى إلى فراشه.. الحديث، وسلف في المغازي وفي باب الرقى بالقرآن، قال يونس: كنت أرى.. إلى آخره وترجم له فيما سيأتي: باب المرأة ترقي الرجل. وأخرجه (م) أيضاً.
          3- حديث أبي سعيد في الرقى بالفاتحة، وسلف قريباً.
          قوله: (فانطلق يمشي ما به قلبة) هو بفتح اللام، أي: المروغة، وأصله من القلاب بضم القاف، وهو داء يأخذ البعير فيشتكي منه قلبه فيموت من يومه، وقيل: معناه: ما به داء يقلب له.
          وفي هذه الأحاديث البيان أن التفل على العليل إذا رقي أو دعي له بالشفاء جائز، والرد على من لم يجز ذلك، وبه قال جماعة من الصحابة وغيرهم، وأنكر قوم من أهل العلم النفث والتفل في الرقى، وأجازوا النفخ فيهما، وما فعله الشارع هو المتبع.
          وقد روت عائشة عن رسول الله أن ريق ابن آدم شفاء، قالت: كان إذا اشتكى الإنسان قال ◙ بريقه هكذا في الأرض وقال: ((تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا)).
          قوله: (كأنما نشط من عقال) قال صاحب ((الأفعال)): يقال: أنشطت العقدة: حللتها، ونشطتها: عقدتها / بأنشوطة، وهي حديدة يعقد بها.
          قلت: فعلى هذا، صوابه: أنشط، كما نبه عليه ابن التين، ثم نقل ما ذكرناه عن الجوهري وابن فارس و((الغريبين))، وذكره الجوهري بلفظ: أنشط، وكذا الهروي.
          قوله: (فأبوا أن يضيفوهم) قال ابن التين: ضبط في بعض الكتب بفتح الياء ثلاثي، وليس هو في اللغة كذلك، يقال: ضفت الرجل وضيفته: إذا أنزلته ضيفاً، ومنه قوله تعالى: {فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا} [الكهف:77] وضفت الرجل ضيافة: إذا نزلت عليه ضيفاً، وكذلك تضيفته.
          قوله: (فقال الذي رقى: لا تفعلوا) كذا هنا، وقال قريباً: فقالوا لا نأخذه حتى نسأل، ولا تخالف بينهما، فقد يقولون ذلك ثم يقوله هو، أو في أحدهم وهم؛ قاله ابن التين.
          وفيه هبة المشاع؛ لقوله: اضربوا لي معكم بسهم.
          قوله: (الرؤيا من الله) يريد: الرؤيا الصالحة التي لا تختلط فيها من الشيطان ولا أمور فاحشة(1).
          و(الحلم) بضم الحاء واللام وبسكونها أيضاً: ما يراه النائم، تقول منه: حلم بالفتح واحتلم، والحلم بالكسر: الصفح، والحلم بالتحريك: أن يفسد الإهاب في العمل، وهذا من الشيطان يهول ويخلط ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
          قوله: (فما أباليها) أي: فما أكترث عليها.
          قوله: (فلينفث) أي: عن يساره.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: هذا فيه دليل للشافعية ورد على الحنفية في أنهم لا يجوزون ففيه المشاع وله في الحديث نظائر كثيرة)).