الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال

           ░51▒ (باب: مَنِ استحيا فأمر غيره...) إلى آخره
          تقدَّم ما قال شيخ الهند في «تراجمه» وقال شيخ المشايخ في «تراجمه» قوله: (باب: مَنِ استحيا...) إلى آخره، أي: هو جائزٌ لحصول أصل الغرض مِنَ السُّؤال. انتهى.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع» يعني أنَّ الَّذِي ذُكر أوَّلًا / مِنْ كراهة الحياء في المسألة حيث خاف الفوت في الاستحياء، فأمَّا إذا حصل المقصود مع ملازمة الحياء فلا كراهة، فإنَّ الحياء خيرٌ كلُّه. انتهى.
          وفي «هامشه»: مقصود التَّرجمة واضحٌ كما أفاد الشَّيخ، ولا يذهب عليك ما في حديث الباب مِنْ قوله: (فأمرت المِقْداد)... الحديث.
          الرِّوايات في ذلك مختلفةٌ، ففي بعضها نسبة السُّؤال إلى نفسه إذ قال: فسألت رسول الله صلعم، وفي بعضها إلى المِقْداد كما في حديث الباب، وفي أخرى إلى عمَّارٍ كما في حديث النَّسائيِّ وغيره، ولم يتعرَّض عنه الشَّيخ، ولا عن أكثر أمثال هذه المباحث الحديثيَّة والفقهيَّة، لأنَّه درس أوَّلًا «سنن التِّرْمِذيِّ» وثنَّى بــ «سنن أبي داود» وثَّلث بـــ «جامع البخاريِّ»، فأكثر المباحث المتعلِّقة بالحديث والفقه تقدَّمت في تقرير التِّرْمِذيِّ المطبوع باسم «الكوكب الدُّريُّ» وكذلك في «تقرير أبي داود»، ولم يطبع بعد وسمَّيته بــ«الدُّرُّ المنضود على سنن أبي داود» وفَّق الله أحدًا بطبعه، وذكر فيهما الكلام على أنَّ السَّائل عنى(1) بنفسه أو عمَّار أو مِقْداد، وبسط الكلام على ذلك في «الأوجز»(2).


[1] في (المطبوع): ((علي)).
[2] في الفتح ابن رشيد وهو محمد بن عمر بن محمد ابن رشيد الفهري السبتي رحالة عالم بالتفسير والتاريخ, له رحلة سماها ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الرحلة إلى مكة وطيبة قال ابن حجر فيه من الفوائد شيء كثير، والسنن الأبين، والمورد الأمعن، في المحاكمة بين الإمامين البخاري ومسلم في السند المعنعن وإفادة النصيح بالتعريف بإسناد الجامع وترجمان التراجم على أبواب البخاري، لم يتمه، ت 721 هـ = 1321 م. الوافي بالوفيات4/199 ، الأعلام للزركلي6/314