الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب تعليم الرجل أمته وأهله

           ░31▒ (باب: تَعْلِيمُ الرَّجُلِ أَمَتَهُ...) إلى آخره
          كتب الشَّيخ في «اللَّامع»: يعني أنَّه لا ينبغي له الاستنكاف عن تعليم أمَته، ولا تعدُّ ذلك في المرأة والأمة حرجًا في خدمة نفسه، لأنَّه حقٌّ عليه لهما كما أنَّ الخدمة حقٌّ له عليهما. انتهى.
          وفي «هامشه»: الأوجه عندي / في غرض التَّرجمة أنَّ الرَّجل مأمورٌ بتعليم أهله(1)، لقوله صلعم، (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)(2)، ولمَّا كان في الحديث تعليم الأمَة فقط زاد في التَّرجمة لفظ الأهل تنبيهًا على أنَّ الحكم لا يختصُّ بالإماء، بل الحرائر داخلةٌ فيه بالأولى كما تقدَّم في الأصل التَّاسع عشرَ مِنْ أصول التَّراجم.
          وقال الحافظ: مطابقة الحديث بالتَّرجمة في الأمَة بالنَّصِّ، وفي الأهل بالقياس؛ إذا(3) الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم الفرائض والسُّنن آكد مِنَ الاعتناء بالإماء. انتهى ما في «هامشه».
          وقد أجمل الكلام شيخ الهند في «تراجمه» على الأبواب الثَّلاثة في محلٍّ واحدٍ، وقد تقدَّم في الباب السَّابق كلامه المتعلِّق بالباب السَّابق مختصرًا، و(4)جملة كلامه (باب: مَنْ أعاد الحديث ثلاثًا ليفهم عنه) والمراد أنَّه يعيد الكلام حيث تكون الحاجة إلى الإعادة، وإلَّا فإنَّه قد ثبت التَّعليم بالإشارة فقط أحيانًا كما مرَّ سابقًا، وهذا فيه إشارةٌ إلى الاهتمام بالتَّعليم والتَّبليغ، فينبغي للمعلِّم أن يعيد المواضع المهمَّة مرَّتين وثلاثًا حتَّى يثبت في أذهان السَّامعين، ثُمَّ عقد (باب: تعليم أمَته وأهله) ثُمَّ (باب: عظة الإمام النِّساء وتعليمهنَّ على التَّوالي) ولا إشكال ولا إبهام فيهما، بل الغرض منهما هو الغرض السَّابق، أي: إثبات شدَّة الاحتياج إلى التَّعليم وتعميمه، ولذا أضاف في التَّرجمة الأولى لفظ: (وأهله) مع أنَّ الحديث لم يرو(5) فيه لفظ (أهله). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((أوله)).
[2] فتح الباري1/197
[3] في (المطبوع): ((إذ)).
[4] في (المطبوع): ((أو)).
[5] في (المطبوع): ((يرد)).