الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي رب مبلغ أوعى من سامع

           ░9▒ (باب: رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى لَه مِنْ سَامِع)
          وغرض المصنِّف عندي ترغيب أخذ العلم ولو مِنْ دونه، وفي مقدِّمة «الأوجز» في رباعيَّات البخاريِّ: لا يكون الرَّجل محدِّثًا كاملًا إلَّا بعد أن يكتب أربعًا مع أربعٍ... إلى أن قال: يأخذ عمَّن هو فوقه، وعمَّن هو مثله، وعمَّن هو دُونه، وعن كتاب أبيه(1)... إلى آخر ما فيه.
          وأيضًا فيه تفسيرٌ لقوله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف:76] وتنبيهٌ على رفع درجات العلماء.
          وفي العينيِّ: قال القُطْبُ(2): أراد بها المصنِّف الاستدلال على جواز الحمل على مَنْ ليس بفقيهٍ إذا ضبط ما يحدِّث. انتهى.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: دفع بذلك ما اشتهر أنَّ التِّلميذ يكون أقلَّ علمًا مِنْ شيخه. انتهى.
          وفي «تراجم شيخ الهند» ما تعريبه: إنَّ (أوعى) له معنيان أحفظ وأفهم، ففي التَّبليغ فائدتان، كما في عدمه مضرَّتان.


[1] القطب الحلبي، عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي حافظ للحديث، حلبي الأصل والمولد، مصري الإقامة والوفاة. له تاريخ مصر وشرح صحيح البخاري لم يتمه، ومشيخة في عدة أجزاء، اشتملت على ألف شيخ، وغيرها، ت 735 هـ = 1335 م، حسن المحاضرة1/358 الأعلام للزركلي4/53 .
[2] رقمه في الصحيح ░5026▒.