الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب حفظ العلم

           ░42▒ (باب: حفظ العِلم)
          في «تراجم شيخ الهند» نبَّه المصنِّف على أنَّه ينبغي السَّعي في بقاء الحفظ بعد التَّعلُّم، فعُلِم بالحديث الأوَّل أنَّ مِنْ أسباب الحفظ الاشتغال بالعِلم، وبالثَّاني أنَّ قوَّة الحفظ أيضًا مطلوبةٌ، وهي وإن كانت خَلْقيَّةً لكنْ لها أسبابٌ مُؤيِّداتٌ ومضرات(1)، فيستحسن مراعاتها.
شَكَوت إلى وكيعٍ سوءَ حفظي                     فأوصاني إلى ترك المعاصي.
          انتهى.
          والأوجه عندي أنَّ بالحديث الثَّاني أشار الإمام البخاريُّ أنَّه لابدَّ لزيادة الحفظ الدُّعاء والتَّضرُّع إلى الله تعالى، وإلى أوليائه(2).
          ومطابقة الحديث الثَّالث بالتَّرجمة أنَّ مِنْ أسباب الحفظ بثَّ العلم ونشره، ثُمَّ مِنَ اللَّطائف أنَّ البخاريَّ ذكر في الباب ثلاثة أحاديثَ كلُّها مِنْ أبي هريرة، وذلك لكونه مِنْ أحفظ الصَّحابة.


[1] في (المطبوع): ((لكنَّ لها أسباباً مؤيدات ومضمرات)).
[2] هكذا ورد في الأصل، وقال في الفتح ادعى بعضهم أن لفظ (له) زيادة لأن جريرا إنما أسلم بعد حجة الوداع بنحو من شهرين فقد جزم بن عبد البر بأنه أسلم قبل موت النبي صلعم بأربعين يوما، وما جزم به يعارضه قول البغوي وابن حبان أنه أسلم في رمضان سنة عشر، ووقع في رواية المصنف لهذا الحديث في (باب حجة الوداع) بأن النبي صلعم قال لجرير، وهذا لا يحتمل التأويل (فتح الباري1/217)