الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الاغتباط في العلم والحكمة

           ░15▒ (باب: الاغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ)
          قال الحافظ في «الفتح» فيه نظير ما ذكرنا في قوله: (بالْمَوْعِظَةِ والعِلْم)، لكنَّ هذا عكس ذاك، أو مِنَ العطف التَّفسيريِّ إن قلنا إنَّهما مترادفان، والمقصود أنَّ الحسد في الحديث بمعنى الغبطة لما يأتي في (فضائل القرآن) مِنْ زيادة قوله: (ليْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أَوتِيَ فُلاَنٌ)(1)... الحديث. انتهى ملخَّصًا(2) مِنَ «الفتح».
          وفي «تراجم شيخ الهند» أنَّ المقصود التَّحريض على طلب العلم، ولذا عقَّبه قول عمر بالأمر. انتهى.
          وفي «اللَّامع»: أشار بذلك إلى أنَّ لفظ الحسد في الوارد في الرِّواية محمولٌ عليه. انتهى.
          وفي «هامشه»: الغبطة لغةً: أن يتمنى مثل حال المغبوط مِنْ غير أن يريد زوالها عنه، والحسد: أن يتمنَّى(3) زوال نعمة المحسود [إليك]... إلى آخر ما بسط فيه مِنِ اختلاف تفسيرهما.
          وفيه قال القَسْطَلَّانيُّ: عطف (الحكمة) مِنْ باب العطف التَّفسيريِّ، أو مِنْ باب عطف الخاصِّ على العامِّ.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: ومعنى قول عمر: (تفقَّهوا قَبْل أن تَسُودوا) أنَّ السِّيادة لمَّا كانت مانعةً عن الاشتغال بالفقه لما فيها مِنْ أشغالٍ وعلَّاتٍ مانعةٍ عنه فأولى أن تفقَّهوا قبل أن تقعوا فيها، ولم يرد ألَّا تفقَّهوا بعدها، وإنَّما أراد أنَّه لا يتيسَّر بعدها، فقول المؤلِّف وبعدها تنبيهٌ على مراد عمر، لئلَّا يظنَّ أحدٌ أنَّه نهى عن التَّعلم بعدها. انتهى.
          وبسط في «هامشه» الكلام في شرح كلام الشَّيخ قُدِّس سرُّه: ومناسبة أثر عمر ☺ بالتَّرجمة، فليرجع إليه.


[1] رقمه في الصحيح ░7529▒.بلفظ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال الزهري عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلعم قال لا حسد إلا في اثنتين...
[2] في (المطبوع): ((ملخص)).
[3] في (المطبوع): ((تتمنى)).