التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: اتهموا الرأي رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد

          4189- قوله: (حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ): هو بكسر الميم، وإسكان الغين المعجمة، وفتح الواو، وهذا ظاهرٌ عند أهله، و(أبو حَصِينٍ) بعده: هو بفتح الحاء، وكسر الصاد المهملة، قال الدِّمياطيُّ: (واسمه عثمان بن عاصم بن حُصين الأسديُّ الكوفيُّ)، انتهى، وقد قدَّمتُه، وقدَّمتُ أنَّ الأسماء بالضمِّ وفتح الصاد، وأنَّ الكنى بفتح الحاء وكسر الصاد [خ¦595]، و(أَبُو وَائِلٍ) بعده: قال الدِّمياطيُّ: (أبو وائل: شقيق بن سلمة الأسديُّ)، انتهى، وقد قدَّمتُ هذا مرارًا.
          قوله: (مِنْ صِفِّينَ): (صفِّين): موضع بقرب الفرات معروفٌ بين الرَّقَّة وبَالِس، وهو بكسر الصاد المهملة، وكسر الفاء المُشدَّدة، ومنهم من يقول: صِفُّون في حالة الرَّفع، شبَّهها بالجموع المعرَّبة، وفي الحديث: (وبِئْسَتْ صِفُّونَ) [خ¦7308].
          قوله: (فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي): هو بضمِّ التاء؛ أي: رأيت نفسي.
          قوله: (يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ): تَقَدَّم الكلام على (أبي جَنْدل) في ظاهرها [خ¦4180]، وفي (الشروط) مطوَّلًا [خ¦2732].
          قوله: (يُفْظِعُنَا): الأمر الفظيع: الشاقُّ الشديد، وقد أفظع يُفظع، ومعنى (يفظعنا)؛ أي: يوقعنا في أمر فظيع شديد، قال شيخنا: (وهو بالظاء، وذكره ابن التين بالضاد...، إلى أن قال _يعني: ابن التين_: وضُبط في بعض الكتب بضمِّ الياء، وفي بعضها بفتحها، جعله ثلاثيًّا، إلَّا أنَّه في سائر الروايات بالضاد)، انتهى.
          قوله: (مَا نَسُدُّ مِنْهَا خُصْمًا إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خُصْمٌ): (الخُصْم)؛ بضمِّ الخاء المعجمة، وإسكان الصاد المهملة: الناحية والطَّرَف، وأصله: خُصمُ القِربة؛ إذا انشقَّت، وخُصم كلِّ شيء: طرفُه، وهذا استعارة للفتنة، وقع في «مسلم»: (ما فتحنا من خُصم) [خ¦1785]، وصوابه كما هنا: (ما نسدُّ)، وفي بعض نسخ «البُخاريِّ»: (قال أبو عبد الله: الخصم: المزادة)، انتهى، وفي هذا التفسير نظرٌ إذا مشينا به على ظاهره، والله أعلم، وإنَّما هو مجازٌ.