التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: خمس عشرة مائةً الذين بايعوا النبي يوم الحديبية

          4153- قوله: (عَنْ سَعِيدٍ): هذا هو سعيد بن أبي عَروبة، تَقَدَّم، وتَقَدَّم ما قاله صاحب «القاموس» في (عَروبة) [خ¦284]، و(سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّـَب) بعد (قَتَادَةَ): تَقَدَّم أنَّه بفتح الياء من أبيه وكسرها، وأنَّ غيره ممَّن اسمه (المسيَّب) لا يجوز فيه إلَّا الفتح.
          وقوله: (فَقَالَ لِي سَعِيدٌ): هذا هو ابن المُسَيِّـَب، وهذا ظاهرٌ إلَّا أنَّه قد يخفى على مَن لا أُنْسَ له بذلك.
          قوله: (تَابَعَهُ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ قَتَادَةَ): أمَّا (أبو داود)؛ فهو الطيالسيُّ الحافظ، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦664]، لم يخرِّج له البُخاريُّ في الأصول شيئًا، وأمَّا (قُرَّة)؛ فهو ابن خالد السَّدوسيُّ، عن أبي رجاء العُطارديِّ، وعِدَّة، وعنه: يحيى بن سعيد القطَّان، وأبو نُعيم، ومسلم، وكان ثبْتًا عالمًا، مات سنة ░154هـ▒، أخرج له الجماعة، ذكر المِزِّيُّ في «أطرافه»(1) حديث سعيد بن المُسَيِّـَب المخزوميِّ المدنيِّ عن جابر، هذا الذي نحن فيه، ثُمَّ قال: (البُخاريُّ في «المغازي» عن الصلت بن محمَّد، عن يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة عنه _أي: عن سعيد بن المُسَيِّـَب_ به؛ أي: عن جابر)، ثُمَّ ذكر المتابعة التي لأبي داود عن قُرَّة عن قتادة هذه، فقال: (قال أبو مسعود: أمَّا حديث أبي داود؛ فمشهور عنه)، قال شيخنا: (ومتابعة أبي داود أخرجها مسلم عن محمَّد بن المثنَّى وعبيد الله عنه)، ثُمَّ ذكر كلام أبي مسعود: (حديث أبي داود مشهور عنه)، انتهى، ولم أرَ أنا هذه المتابعة في «مسلم»، ولا في غيره، وذكرتُ لك كلام المِزِّيِّ في تطريف الحديث الذي نحن فيه، فعرفتَ ذلك، والله أعلم، ولكنَّ هذه المتابعة في حديث ابن أبي أوفى الآتي بعد هذا، والذي نحن فيه حديث جابر، [قال]: (وأمَّا حديث سعيد بن أبي عَروبة؛ فقال أبو مسعود: فإنَّ العبَّاس ابن الوليد رواه عن يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة، وقال فيه: «نسي جابرٌ، كانوا خمسَ عشرةَ مئةً الذين بايعوا النَّبيَّ صلعم يوم الحديبية»، ولم يقل هو فيه: «حدَّثني»، وكذلك رواه أبو موسى وبُندار عن ابن أبي عَديٍّ، عن سعيد؛ كرواية العبَّاس عن يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، وكذلك رواه غندر عن سعيد، ورواية معاذ عن قُرَّة كرواية أبي داود)، انتهى. /
          قوله: (تابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا أبُو داوُدَ: حدَّثنا شُعْبَةُ): هكذا هذه المتابعة في أصلنا، وكُتِب عليها علامة من رواها هنا، ولكن ينبغي أن تُذكَر بعد حديث ابن أبي أوفى الآتي [خ¦4155]، وكذا عُمِلتْ بعد حديث ابن أبي أوفى في هامش أصلنا، وعليها علامة من أثبتها بعد حديث ابن أبي أوفى، والنسختان في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، وكتب عليه في الأوَّل: (لا...إلى)، وخرَّجها بعد حديث ابن أبي أوفى، وكتب عليها (نسخة)، و(صح)، وهذا الذي ينبغي؛ إثباتُها بعد حديث ابن أبي أوفى.
          ومتابعة ابن بشَّار _وهو شيخ البُخاريِّ، بل شيخ الأئمَّة السِّتَّة_ الظَّاهر أنَّ البُخاريَّ رواها عنه بهذا السند، والضمير فيها يعود على عُبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة؛ يعني: تابعه محمَّد ابن بشَّار بُندار، فرواه عن أبي داود، عن شعبة، عن عمرو بن مرَّة، عن عبد الله بن أبي أوفى بِه، أخرجها مسلم عن محمَّد بن المثنَّى، عن أبي داود، عن شعبة به، والحديث من حيث هو أخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، وعن محمَّد بن المثنَّى، عن أبي داود، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر؛ ثلاثتهم عن شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي أوفى.
          وعبيد الله بن معاذ جدُّه اسمه معاذ أيضًا العنبريُّ أبو عمرو، يروي عن أبيه، ومُعتمِر، والطبقة، وعنه: مسلم، وأبو داود، وقد روى البُخاريُّ عن واحد عنه، وهو من المشايخ الذين روى مسلم عنهم، والبُخاريُّ عن واحد عنهم، وروى عنه: البغويُّ، والساجيُّ، وخلق، قال أبو داود: (كان يحفظ نحو عشرة آلاف حديث)، وكان فصيحًا، مات سنة ░237هـ▒، أخرج له الجماعة، وأبوه معاذ ابن معاذ التميميُّ العنبريُّ، الحافظ، قاضي البصرة، عن حميد، والتيميِّ، وعنه: ابناه عبيد الله ومُثنَّى، وأحمد، وبندار، قال أحمد: (إليه المنتهى في التَّثبُّت بالبصرة)، مات سنة ░196هـ▒، أخرج له الجماعة.


[1] قوله: (في «أطرافه»): جاء في (أ) في غير موضعه، لاستدراك مركَّب في الهامش.