التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أشيروا أيها الناس علي أترون أن أميل

          4178- 4179- قوله: (حَدَّثَنِي(1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المسنَديُّ كما تَقَدَّم في (الجمعة) [خ¦899]، لا الحافظ الكبير أبو بكر ابن أبي شيبة، و(سُفْيَانُ) بعده: هو ابن عيينة، نصَّ عليه المِزِّيُّ، و(الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه محمَّد بن مسلم، (وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ): هو بميمين مفتوحتين، بينهما عين مهملة، وهو ابن راشد، و(معمر) من جملة الآخذين عن الزُّهريِّ، فثبَّت سفيانَ بن عيينة في الحديث معمرُ بن راشد، و(الْمِسْوَرُ): تَقَدَّم مَرَّاتٍ أنَّه بكسر الميم، وإسكان السين، وفتح الواو، وتَقَدَّم أنَّه صحابيٌّ صغير، ووالده (مَخْرَمَةُ) من مُسْلِمة الفَتْح، وتَقَدَّم أنَّ (مَرْوَانَ) ليس صحابيًّا، وإنَّما هو تابعيٌّ، وهو ابن الحكم، وتَقَدَّم بعض ترجمته [خ¦189]، وكذا بعض ترجمة (المسور) [خ¦189]، وأنَّ حديث الحديبية يرويانه عن صحابة مبهمين، ولم أره في «الأطراف» عن المِسْوَر ومروان عن صحابة مبهمين [خ¦1694] [خ¦1695]، والله أعلم.
          قوله: (فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ): تَقَدَّم الاختلاف في عددهم، وتَقَدَّم أنَّ الأكثر _كما قاله البيهقيُّ_ أربع عشرة مئة [خ¦4150]، وتَقَدَّم الكلام على (ذي الْحُلَيْفَةِ)، وأنَّها الميقات، وبُعدها من المدينة المشرَّفة، وما وقع فيها لبعض العلماء في بُعدها [خ¦133]، وتَقَدَّم عددُ الهَدْيِ الذي قلَّده، وأنَّه كان سبعين بدنة [خ¦1695].
          قوله: (وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ): هذا العين هو بُسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخُزاعيُّ الكعبيُّ، وقاله ابن إسحاق بالإعجام، وابن هشام بالإهمال، ولم يذكر فيه الأميرُ ابنُ ماكولا والزمخشريُّ وابنُ الجوزيِّ والذَّهبيُّ في «المشتبه» و«التجريد» إلَّا الإهمالَ، وكذا ابن عبد البَرِّ في «الاستيعاب»، ولم أر أحدًا ذكره بالإعجام إلَّا ابن إسحاق، قال ابن(2) عبد البَرِّ وابن ماكولا: (أسلم سنة ستٍّ، وبعثه ◙ إلى مكَّة، وشهد الحديبية).
          قوله: (بِغَدِيرِ الأَشْطَاطِ): (الغَدِير) معروفٌ، وهو بفتح الغين المعجمة، وكسر الدال المهملة، و(الأَشْطَاط): بفتح الهمزة، ثُمَّ شين معجمة ساكنة، ثُمَّ طاءين مهملتين بينهما ألف، كذا هو في أصلنا، وفي الهامش: بظاءين معجمتين مشالتين نسخة، وقد قيَّده البكريُّ بإهمال الطاءين والصغانيُّ.
          قال السُّهيليُّ في «روضه» في (الحديبية) بعد أن حكى ما يقتضي أنَّه بالإهمال، فإنَّه قال: (والأشطاط جمع: شطٍّ، وهو السنام، وشطُّ الوادي أيضًا: جانبه، وهذان بالإهمال)، ثُمَّ قال: (وبعضُهم يقول فيه: الأشظاظ؛ بالظاء المعجمة)، انتهى.
          قوله: (أَتَاهُ عَيْنُهُ): تَقَدَّم أعلاه أنَّه بُسر بن سفيان الخزاعيُّ ☺.
          قوله: (الأَحَابِيشَ): قال ابن قُرقُول: (هم حلفاء قريش، وهم بنو الهُون بن خُزيمة، وبنو الحارث ابن عبد مناة، وبنو المُصْطَلِق بن خُزاعة، تحالفوا تحت جبلٍ يقال له: حُبش، وقيل: اسم وادٍ بأسفل مكَّة، وقيل: سُمُّوا بذلك؛ لتحبُّشهم، وهو التجمُّعُ، والحُباشة: الجماعة، قاله يعقوب...) إلى آخر كلامِه.
          قوله: (قَالَ(3): «أَشِيرُوا [أَيُّهَا النَّاسُ] عَلَيَّ): هو بفتح الهمزة، وكسر الشين المعجمة، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (وَذَرَارِيِّ): هؤلاء الذراري بتشديد الياء، وتخفيفها؛ لغتان، تَقَدَّم [خ¦3804].
          قوله: (فَإِنْ يَأْتُونَا): من الإتيان، كذا في أصلنا، قال ابن قُرقُول: (كذا للجرجانيِّ وكافَّة الرواة للبخاريِّ، من الإتيان، وعند ابن السكن: «باتُّونا»؛ بتشديد التاء، من البتات؛ يعني: قاطعونا بإظهار المحاربة، والأوَّل أظهر).
          قوله: (قَدْ قَطَعَ اللهُ عَيْنًا(4) مِنَ الْمُشْرِكِينَ): كذا في أصلنا، قال ابن قُرقُول: («عنقًا من الكفر»، كذا للجرجانيِّ، وعند أبي ذرٍّ وأبي زيد: «عينًا»؛ وكلاهما صحيح، والعُنق أوجه؛ لذكر القطع معه؛ أي: أهلك جماعة منه، والعنق: السنُّ الكبير، كما تَقَدَّم، ولقوله: «عينًا» وجه أيضًا: كفى الله منهم من يرصدنا ويتجسَّس علينا أخبارَنا، والعين: الجاسوس المنقِّب عن الأخبار).
          قوله: (مَحْرُوبِينَ): أي: مسلوبين، حُرِب الرجلُ: سُلِبَ حريبته؛ وهو ماله إذا حُرِب، فهو حريب ومحروب، ويكون أيضًا: أصابهم الحرب؛ وهو الهلاك، وبه سُمِّيَت الحربُ.
          قوله: (قَالَ: امْضُوا): هو بهمزة وصلٍ، ثلاثيٌّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة»: (حدثنا) وهي رواية أبي ذرٍّ.
[2] تكرر في (أ): (ابن).
[3] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (فقال).
[4] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (كَانَ اللهُ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا).